ومن الولايات التى وليها المغيرة : البصرة ، ولاها له عمر بن الخطاب ، ثم عزله عنها ، لما شهد عليه بالزنا ، ولم تكمل الشهادة عليه عند عمر بذلك ، وجلد عمر الثلاثة الذين شهدوا عليه ، وولاه عمر الكوفة ، فلم يزل عليها حتى قتل عمر ، وولى عثمان بعده ، وأمره عثمان على ذلك ثم عزله ، ولم يشهد المغيرة صفين ، لا نعزاله عن الفتنة ، ثم لحق بمعاوية بعد انقضاء التحكيم. ثم ولاه معاوية الكوفة ، لما سلم الحسن بن على بن أبى طالب الأمر لمعاوية بعد قتل على.
وروى مجالد عن الشعبى ، قال : الدّهاة أربعة : معاوية بن أبى سفيان ، وعمرو بن العاص ، والمغيرة بن شعبة ، وزياد. فأما معاوية فللأناة والحلم ، وأما عمرو ، فللمعضلات ، وأما المغيرة ، فللمبادهة ، وأما زياد ، فللصغير وللكبير.
وحكى الرّياشىّ عن الأصمعى ، قال : كان معاوية يقول : أنا للأناة ، وعمرو للبديهة ، وزيادة للصغير والكبير ، والمغيرة للأمر العظيم. قال ابن عبد البر : يقولون : إن قيس بن سعد بن عبادة ، لم يكن فى الدهاء بدون هؤلاء ، مع كرم كان فيه وفضل.
وقال معمر عن الزهرى : كان دهاة الناس فى الفتنة خمسة نفر : عمرو بن العاص ، ومعاوية ، ومن الأنصار ، قيس بن سعد ، ومن ثقيف المغيرة بن شعبة ، ومن المهاجرين عبد الله بن بديل بن ورقاء الخزاعى ، واعتزل المغيرة بن شعبة.
وقال مجالد عن الشعبى : سمعت قبيصة بن جابر ، يقول : صحبت المغيرة بن شعبة ، فلو أن مدينة لها ثمانية أبواب ، لا يخرج من باب منها ، إلا تمكن أن يخرج من أبوابها كلها. وقال الهيثم بن عدى ، عن مجالد ، عن الشعبى : سمعت المغيرة بن شعبة يقول : ما غلبنى أحد قط ـ وفى رواية : ما خدعنى أحد فى الدنيا ـ إلا غلام من بنى الحارث بن كعب ، فإنى خطبت امرأة منهم ، فأصغى إلىّ الغلام ، وقال : أيها الأمير ، لا حاجة لك فيها ، إنى رأيت رجلا يقبلها ، فانصرفت عنها ، فبلغنى أن الغلام تزوجها ، فقلت : أليس زعمت أنك رأيت رجلا يقبلها! قال : ما كذبت أيها الأمير ، رأيت أباها يقبلها. فكلما ذكرت قوله ، علمت أنه خدعنى ، وفى رواية : فإذا ذكرت ما فعل بى غاظنى.
وقال ضمرة بن ربيعة ، عن ابن شوذب : أحصن المغيرة بن شعبة ، أربعا من بنات أبى سفيان. وقال بكر بن عبد الله المزنى ، عن المغيرة بن شعبة ، فى حديث ذكره : ولقد تزوجت سبعين امرأة أو بعضا وسبعين امرأة. وقال ليث بن أبى سليم : قال المغيرة بن شعبة : أحصنت ثمانين امرأة. وقال حرملة بن يحيى ، عن ابن وهب : سمعت نافعا يقول : كان المغيرة بن شعبة نكاحا للنساء ، وكان يقول : صاحب الواحدة إن مرضت مرض