ذكر من لم يعرف اسمها من النساء
٣٥٤٩ ـ أم ابن أم قاسم ، شارح «الألفية» :
ماتت بمكة. رأيت ذلك فى المجموع لقاضى المدينة شمس الدين محمد بن أحمد السخاوى القصبى المالكى.
٣٥٥٠ ـ ابنة أبى الحسن المكى ، الزاهدة العابدة :
كانت مقيمة بمكة حتى توفيت بها ، فى سنة ست وثلاثين وستمائة ، كما ذكر صاحب «المرآة».
وقال : حدثنا غير واحد ، عن محمد بن أبى طاهر البزار ، عن القاضى على بن المحسن التنوخى ، عن أبيه ، قال : حدثنى عبيد الله بن أحمد بن بكر ، قال : كان لأبى الحسن المكى ابنة مقيمة بمكة ، وكانت أشد ورعا من أبيها وكانت تقتات فى كل سنة بثلاثين درهما ، يبعثها إليها أبوها من شق الخوص.
قال : وأخبرنى ابن أبى الرواس ، وكان جارا لأبى الحسن المكى ، قال : عزمت على الحج ، فأتيته أستعرض حوائجه ، فدفع إلى قرطاسا فيه دراهم ، وقال : ترسله إلى ابنتى بمكة ، فى الموضع الفلانى ، قال : فأخذته ، فلما وصلت إلى مكة سألت عنها ، فوجدتها فى الزهد والعبادة أشهر من أبيها ، ففتحت القرطاس وجعلت الثلاثين خمسينا وأتيت إليها ، فسلمت عليها ، وقلت : أبوك يسلم عليك ، وقد بعث لك هذه الدراهم ، فلما حصل القرطاس فى يدها ، قالت : ايش خبر أبى؟ قلت : على خير وسلامة ، قالت : هل خالط أبناء الدنيا وترك الانقطاع إلى العبادة؟ قلت : لا ، قالت : فأسألك بمن حججت إلى بيته ، هلى خلطت هذه الدراهم بشىء من مالك؟ قلت : ومن أين علمت؟ فقالت : ما كان أبى يزيدنى على الثلاثين شيئا ، لأن حاله لا يحتمل أكثر من ذلك ، إلا أن يكون قد خالط أهل الدنيا. ثم رمت بالقرطاس وقالت : خذه فقد عققتنى وأجعتنى طول السنة ، وأحوجتنى إلى أن أقتات من المزابل إلى الموسم الآخر ، لأن هذه كانت قوتى طول السنة ، ولو لا أنك ما قصدت أذاى لدعوت عليك.
قال : فقلت لها : خذى ثلاثين وردى الباقى.