حرف الهاء
٢٦١٥ ـ هادى المستجيبين :
ظهر فى آخر أيام الحاكم العبيدى صاحب مصر ، وكان يدعو إلى عبادة الحاكم. وحكى عنه ، أنه سبّ رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، وبصق على المصحف ، وسار فى البوادى يدعوهم ، إلى أن قتله الله تعالى بمكة ، وكان لما وصل إليها ، اجتمع مع أبى الفتوح أميرها ، فنزل عليه ، فلما رآه المجاورون يطوف بالكعبة ، مضوا إلى أبى الفتوح ، وذكروا له شأنه ، فقال : هذا قد نزل علىّ ، وأعطيته الذمام. فقالوا : إن هذا سب النبى صلىاللهعليهوسلم ، وبصق على المصحف ، فسأله عن ذلك ، فأقر به ، وقال : قد تبت. وقال المجاورون : توبة هذا لا تصح ، وقد أمر النبى صلىاللهعليهوسلم ، بقتل ابن خطل ، وهو متعلق بأستار الكعبة ، وهذا لا يصح أن يعطى الذمام ، ولا يسع إلا قتله ، فدافعهم أبو الفتوح عنه ، فاجتمع الناس عند الكعبة ، وضجوا إلى الله سبحانه وتعالى وبكوا ، وكان من قضاء الله تعالى ، أن الله تعالى أرسل ريحا سوداء ، حتى أظلمت الدنيا ، ثم انجلت الظلمة ، وصار على الكعبة فوق أستارها كهيئة الترس الأبيض ، له نور كنور الشمس ، دون سقف الكعبة ، بنحو القامة ، فلم يزل كذلك يرى ليلا ونهارا على حاله ، مدة سبعة عشر يوما.
فلما رأى أبو الفتوح ذلك ، أمر بالمسمىّ بهادى المستجيبين ، وغلام كان صحبته مغربى ، إلى باب العمرة ، فضربت أعناقهما ، وصلبا ، ولم يزل المغاربة يرجمونهما بالحجارة ، حتى سقطا إلى الأرض ، فجمعوا لهما الحطب والعظام وأحرقوهما ، وكان قتل المذكور فى سنة عشر وأربعمائة ، كما ذكر [.....](١) فى «وفياته» ومنه لخصت هذه الترجمة ، وهو نقلها عن كتاب شخص صوفى ، يكنى أبا الوفا بن أبى الفتح بن أبى الفوارس البغدادى الحافظ.
* * *
من اسمه هارون
٢٦١٦ ـ هارون بن أبى بكر بن عبد الله بن مصعب بن ثابت بن عبد الله الزبيرى :
من أهل مكة ، يروى عن أبى ضمرة ، ويحيى بن أبى قتيلة. روى عنه أبو الدرداء عبد الرحيم بن حبيب المروزى.
__________________
٢٦١٥ ـ (١) ما بين المعقوفتين بياض فى الأصل.