ثم أقام بعد ذلك بالروضة ، بقرب المقياس مدة ، وانقطع هناك يقصد للزيارة ، ويتبرك بدعائه ، وربما اجتمع عنده جماعة ، فيتكلم عليهم فى التفسير وغيره ، بكلام متين ، ثم حج وأقام بمكة مجاورا ، ثم رجع إلى القاهرة فى سنة خمسين ، فأقام بالروضة مديدة ، ثم انتقل إلى الشام وأقام بحماة ، إلى أن أدركه أجله بها.
وذكر أنه فى الليلة التى مات فيها دعا أصحابه ليبيتوا عنده ، وأنه أيقظهم فى الليل ، فأمرهم أن يوجهوا سريره إلى القبلة ، وقال لهم : أنزلوه فتوضأوا ثم تعالوا اقرأوا عندى ، فنزلوا فتوضأوا ثم طلعوا إليه ، فإذا هو ميت.
وكان كل من جاءه يواعده أن يجىء غدا من بكرة النهار ، فاجتمعوا عنده كلهم فى الصبح ، فحضروا جنازته ، وكان يوما مشهودا. انتهى.
وذكره ابن رافع فقال : وفى رجب توفى الشيخ الصالح أبو الطيب المغربى بحماه ، حكى لى عنه أنه حج وجاور واشتغل بالعلم وتفسير كثير ، واشتهر وقدم علينا دمشق ، رأيته بجامعها. انتهى.
* * *
حرف العين المهملة
٢٩١٨ ـ أبو العاص بن الربيع بن عبد العزى بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصى ، القرشى العبشمى :
صهر رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، زوج ابنته زينب ، أكبر بناته رضى الله عنهن.
كان يعرف بجرو البطحاء ، هو وأخوه ، ويقال لهما جروا البطحاء ، وقيل : بل كان ذلك أبوه وعمه.
اختلف فى اسمه ، فقيل : لقيط ، وقيل : مهشم ، وقيل : هشيم ، والأكثر لقيط.
وأمه هالة بنت خويلد بن أسد ، أخت خديجة لأبيها وأمها.
وكان أبو العاص بن الربيع مؤاخيا لرسول الله صلىاللهعليهوسلم ، مصافيا ، وكان قد أبى أن يطلق ابنة رسول الله صلىاللهعليهوسلم زينب ، إذ مشى إليه مشركو قريش فى ذلك ، فشكر له رسول
__________________
٢٩١٨ ـ انظر ترجمته فى : (الاستيعاب ترجمة ٣٠٩١ ، الإصاب ترجمة ١٠١٨٢ ، أسد الغابة ترجمة ٦٠٤٢ ، نسب قريش ٢٣٠ ـ ٢٣١ ، تاريخ خليفة ١١٩ ، مشاهير علماء الأمصار ١٥٦ ، ابن عساكر ١٩ / ٦١ ، تهذيب الأسماء واللغات ٢ / ٩٤٨ ـ ٢٤٩ ، العبر ١ / ١٥ ، مجمع الزوائد ٩ / ٣٧٩ ، سير أعلام النبلاء ١ / ٣٣٠).