حرف النون
٢٥٦٩ ـ ناصر بن عبد الله بن عبد الرحمن بن حاتم المصرى العطار بمكة ، أبو على ، وأبو الفتح المكى :
الفقيه المفتى الشافعى ، كان اسمه قديما عبد الله ، سمع «صحيح البخارى» من أبى الحسن على بن حميد بن عمّار الأطرابلسىّ ، وحدّث عنه ، وعن أبى محمد بن الطباخ ، وأبى عبد الله محمد بن عبد الله القلعى ، وغيرهم. وقرأ الفقه على الإمام تقى الدين أبى عبد الله بن أبى الصيف ، وغيره ، وكان به خصيصا ، وحدث «بالصحيح».
سمع منه الرشيد العطار ، «صحيح البخارى» وغيره ، وذكره فى «مشيخته» وقال بعد أن أخرج عنه حديثا : الشيخ أبو على هذا ، شيخ مصرى ، استوطن مكة ، وجاور بها أكثر عمره ، وكان رجلا صالحا ، شافعى المذهب ، وبلغنى أنه كان يعيد فى المدرسة التى أنشأها ابن الأرسوفى ، بمكة خارج باب العمرة ، سمعته يقول : دخلت مكة سنة سبعين وخمسمائة ، ووقفت تلك السنة بعرفات ، ولم يفتنى بها وقفة منذ دخلت إليها ، وكان سماعى هذا القول منه ، فى سنة ثلاث وعشرين وستمائة ، ثم عاش بعد ذلك ، ووقف بعرفات مقدار عشر وقفات أخر ، فكمل له بذلك ما يزيد على ستين وقفة.
وقال القطب القسطلانى : وذكر لى أنه حج ستين حجة ـ وأشك هل قال : أربعا وستين ـ وذكر لى ، أنه له عام وفاته ، ستا وتسعين سنة.
وتوفى بمكة فى أوائل صفر سنة أربع وثلاثين وستمائة ، وحضرت الصلاة عليه ودفنه بالمعلاة ، وصحبته وقرأت عليه ، وسمعت منه.
وكان رجلا مشهورا مشغولا بما يعنيه ، ينقل من مسائل الفقه ، وكتب العلم وأهله ، ويصب أهل الفضائل ويلازمهم للإفادة والاستفادة. وقال القطب : وكان يسمى «معبد» قديما ، وما ذكره القطب من مبلغ سنه ، يدل على أن مولده ، إما فى أثناء سنة ثمان وثلاثين وخمسمائة ، أو فى سنة تسع وثلاثين.
وفى «مشيخة الرشيد العطار» ما يخالف ذلك ، لأنه قال : سألته عن مولده فقال : فى سنة اثنتين وأربعين وخمسمائة. كذا وجدت فى نسخة من «المشيخة» الغالب عليها السّقم ، فالله أعلم ، وذكر أن بعض أولاده أخبره أنه توفى فى صفر سنة ثلاث وثلاثين