فلما كان الثالث عشر من ذى القعدة من هذه السنة ، وصلوا إلى مكة لحصار عجلان ، وكان قد وصل إلى مكة من خيف بنى شديد ، لما سمع بوصولهم من مصر ، ونزلوا المعابدة ، وأقاموا بها محاصرين لعجلان ، ثم رحلوا من المعابدة فى الرابع والعشرين من ذى القعدة المشار إليها ، وقصدوا الجديد وأقاموا به ، ثم ذهبوا منه إلى ناحية جدة ، حين وصول الحاج ، وأخذوا الجلاب ودبروا بها ، ولم يحجوا تلك السنة ثم اصطلحوا مع عجلان فى المحرم سنة سبع وخمسين ، ثم نافروا عجلان فى جمادى الآخرة من هذه السنة ، ثم اصطلحوا مع عجلان فى موسم سنة ثمان وخمسين وسبعمائة ، ودام ذلك فيما علمت ، إلى أن توفى مغامس بعد أيام الحج ، بيوم أو يومين ، من سنة إحدى وستين وسبعمائة ، عن ستين سنة أو نحوها مقتولا فى الفتنة التى كانت بين بنى حسن ، والعسكر الثانى المأمور بالمقام بمكة ، عوض العسكر الأول ، لتأييد أميرى مكة : سند وابن عطيفة.
وكان سبب قتل مغامس ، أن الفتنة لما ثارت بمكة ، بين بنى حسن والترك فى هذا التاريخ ، جاء مغامس من أجياد راكبا ، ومعه بعض بنى حسن ، ليقاتلوا الترك الذين عند المدرسة المجاهدية ، فتعرض بعض هجانة الترك لفرس مغامس ، بما أوجب نفورها ، فألقته ، فقتل.
وقيل إن فرسه رميت بنشابة ، فتكعكعت به ، فطرحته بين الترك ، فقتلوه ، وبقى مرميا فى الأرض ، من ضحى إلى المغرب ، ثم دفن بالمعلاة وقت المغرب.
وبلغنى أن الترك أرادوا إحراقه ، فنهاهم عن ذلك قاضى مكة ، تقى الدين الحرازى ، ووجدت بخط بعض أصحابنا ، فيما نقله من خط ابن محفوظ : أنه دفن بغير غسل ولا صلاة عليه. وأنا أستبعد ذلك ، والله أعلم.
وكان يقال : أفرس بنى حسن : ولدا جبلة ، يعنون سندا ومغامسا ، ابنى رميثة ، أمهما جبلة بنت منصور بن جماز بن شيحة الحسينى ، أمير المدينة النبوية.
وسئل بعض الفرسان من بنى حسن ، عن سند ومغامس ، أيهما أفرس؟ فذكر ما يقتضى أن مغامسا أفرس.
* * *
من اسمه المغيرة
٢٥٠١ ـ المغيرة بن الأخنس بن شريق الثقفى ، حليف بنى زهرة :
ذكره ابن عبد البر فى الاستيعاب ، وقال : له فى يوم الدار أخبار كثيرة ، منها : أنه قال
__________________
٢٥٠١ ـ انظر ترجمته فى : (الاستيعاب ترجمة ٢٥٠٨ ، مؤتلف الدارقطنى ١٦٧٥ ، الإصابة ٨١٩٣ ، أسد الغابة ٥٠٦٦).