روى عنه : سفيان الثورى ـ فيما قيل ـ وعبد الله بن مسلمة القعنبى ، وعبد الله بن الزبير الحميدى ، وعبد الله بن وهب ، وعبد الملك بن الماجشون ، والإمام الشافعى محمد ابن إدريس ـ وبه تفقه بمكة ـ ويعقوب بن أبى عباد المكى ، وجماعة.
روى له : أبو داود ، وابن ماجة. قال ابن معين ، فى رواية عنه : ثقة : وقال فى رواية عنه : ليس به بأس. وقال فى رواية عنه : ضعيف. وضعفه أبو داود وغيره. وقال النسائى : ليس بالقوى. وقال الساجى : كان كثير الغلط ، كان يرى القدر.
قال محمد بن سعد : حدثنا أحمد بن محمد بن الوليد الأزرقى ، قال : كان الزنجى بن خالد ، فقيها عابدا يصوم الدهر ، وكان كثير الغلط فى حديثه ، وكان فى هديه نعم الرجل ، ولكنه كان يغلط ، وداود العطار أروج فى الحديث منه.
وقال إبراهيم بن إسحاق الحربى : كان فقيه أهل مكة. قال عبد الرحمن بن أبى حاتم : الزنجى إمام فى الفقه والعلم. وذكره ابن حبان فى كتاب الثقات ، فقال : كان من فقهاء أهل الحجاز ، ومنه تعلّم الشافعى الفقه ، وإياه كان يجالس قبل أن يلقى مالك بن أنس ، وكان مسلم بن خالد يخطئ أحيانا. انتهى.
وقال الشيخ أبو إسحاق الشيرازى فى طبقات الفقهاء له : كان مسلم بن خالد مفتى مكة بعد ابن جريج. انتهى.
وسبقه إلى مثل ذلك الفاكهى ، لأنه قال فى الترجمة التى ترجم عليها بقوله : «ذكر فقهاء أهل مكة» : ثم هلك ابن جريج ، فكان مفتى مكة بعده مسلم بن خالد الزنجى ، وسعيد بن سالم القداح. انتهى.
وذكره الفاكهى فى عباد مكة ، فقال : حدثنا أبو يحيى بن أبى مسرة ، قال : سمعت أصحابنا المكيين يقولون : كان المثنى بن الصباح ، ومسلم بن خالد ـ وهو حدث ـ يبتدران المقام بعد صلاة العتمة ، فأيهما سبق إليه ، كان الآخر خلفه ، فلا يزالان يصلّيان إلى قريب الصبح. وقال الفاكهى أيضا : حدثنى أبو يحيى بن أبى مسرة ، قال : حدثنى محمد بن أبى عمر ، قال : حدثنى عمرو بن عمير الوهطى ، قال : أقبلت من الطائف وأنا على بغلة لى ، فلما كنت بمكة حذو المقبرة ، نعست ، فرأيت فى منامى وأنا أسير ، كأن فى المقبرة فسطاطا مضروبا فيه سدرة ، فقلت : لمن هذا الفسطاط والسدرة؟ قالوا : لمسلم ابن خالد ـ وكأنهم الأموات ـ فقلت لهم : ولم فضل عليكم بهذا؟ قالوا : بكثرة الصلاة. قال : فقلت : فأين ابن جريج؟ قالوا : هيهات ، رفع ذلك فى علّيّين ، وغفر لمن شهد جنازته. انتهى.