زيد بن جلبة مصحفا ، فهم يتوارثونه إلى اليوم ، ولما قدمت عائشة البصرة عقدت خمارها لولد زيد بن جلبة فبقيته عندهم ، فكان زيد على شرطة ابن عامر ، وكعب بن سور على القضاء.
أخبرنا أبو بكر محمد بن محمد كرتيلا ، أنبأ أبو بكر محمد بن علي بن محمد المقرئ ، أنا أبو الحسين أحمد بن عبد الله بن الخضر السّوسنجردي (١) ، أنا أبو جعفر أحمد بن أبي طالب ، حدّثني أبي ، حدّثني أبو عمرو محمد بن مروان بن عمر القرشي السعيدي ، من ولد سعيد بن العاص ، أخبرني أبو عمرو عثمان بن سعيد بن عمرو القرشي ، حدّثني أبي قال (٢) : قال بعثني معاوية لآذنه : ائذن لزيد بن جلبة فدخل وقضى سلامه ، فقال له : أيها يا زييد بن جليبة ، قال : مهلا يا أمير المؤمنين ، بل زيد بن جلبة يا أمير المؤمنين ، إنا فمررنا قريشا كلها فوجدناك آمنها عهدا وأوفاها عقدا ، فإن تف فأهل الوفاء أنت ، وإن تغدر (٣) فإنا خلفنا خلفنا خيلا جيادا ، وأذرعة شدادا ، وأسنة حدادا ، وإن شئت لتصفين روعة صدورنا بفضل رأيك وحلمك.
قال : إذا نفعل ، قال : إذا نقبل (٤). قال : فاخرج عني.
وذكرنا في الحكاية وستأتي بطولها في ترجمة جويرية بنت أبي سفيان.
أخبرنا أبو القاسم الحسني ، أنا رشأ بن نظيف ، أنا الحسن بن إسماعيل ، أنا أحمد بن مروان ، ثنا ابن أبي الدنيا ، نبأ محمد بن سلام ، قال : قال زيد بن حلبة : لا فقير أفقر من غني أمن الفقر ، كذا قال : حلبة ، وإنما هو جلبة (٥).
٢٣٣٣ ـ زيد بن حارثة بن شراحيل (٦)
ويقال شرحبيل بن كعب بن عبد العزّى بن يزيد بن امرئ القيس بن عامر بن
__________________
(١) ضبطت عن الأنساب ، هذه النسبة إلى سوسنجرد ، قرية بنواحي بغداد ، ذكره السمعاني وترجم له وكناه : أبا الحسن.
(٢) الخبر في أخبار الوافدين من الرجال على معاوية للضبي ص ٤١.
(٣) تقرأ بالأصل : تعذر ، وما أثبت يوافق عبارة الضبي.
(٤) بالأصل : تفعل ... تقبل ، والمثبت عن الضبي.
(٥) بالأصل : حلبة ، بالحاء المهملة ، والصواب ما أثبت ، وقد تقدم.
(٦) ترجمته في الاستيعاب ١ / ٥٤٤ أسد الغابة ٢ / ١٢٩ الإصابة ١ / ٥٦٣ تهذيب التهذيب ٢ / ٢٣٤ الوافي بالوفيات ١٥ / ٢٧ سير الأعلام ١ / ٢٢٠ وانظر بحاشيتها ثبتا بأسماء مصادر أخرى ترجمته.