٢٢٥٩ ـ زفر مولى مسلمة (١) بن عبد الملك (٢)
حكى عن فاطمة بنت عبد الملك.
روى عنه : ابنه راشد بن زفر.
أخبرنا أبو محمد بن طاوس ، أنا أبو الغنائم بن أبي عثمان ، أنا أبو الحسين بن بشران ، أنا أبو علي (٣) بن صفوان.
حدثنا أبو بكر بن أبي الدنيا ، قال : سمعت محمد بن الحسن يحدث بهذا الحديث فلم أحفظه ، فحدثني علي بن أبي مريم عنه حدثني يوسف بن الحكم ، حدثني راشد بن زفر مولى مسلمة بن عبد الملك ، عن أبيه ، قال : تناول الوليد بن عبد الملك يوما عمر بن عبد العزيز فرد عليه عمر ، فغضب الوليد من ذلك غضبا شديدا وأمر بعمر فعدل به إلى بيت فحبس فيه.
قال راشد : فحدثني أبي زفر مولى مسلمة ، وكانت فاطمة أرضعتها أم زفر ، قال : قالت لي فاطمة : يا زفر فمكث ثلاثا لا يدخل عليه أحد ، ثم أمر بإخراجه إن وجد حيا ، قال : فأدركناه وقد زالت رقبته شيئا ، فلم نزل نعالجه حتى صار إلى العافية.
قالت : فقلت له يوما : إنك قد عرفت الوليد وعجلته وخلقه ، فلو داريته بعض المداراة قالت : فقال لي : أحدثك يا فاطمة حديثا فاكتميه ما دمت حيا ، قلت : نعم ، قال : إنه لما حبسني أتاني تلك الليلة (٤) آت في منامي فقال لي :
ليس للعلم في الجهالة حظ |
|
إنما العلم طرفة الأعضاء |
قال : فرفعت إلى القائل رأسي فإذا هو عبيد الله بن عبد الله بن عتبة ، قال : فسلّمت عليه في منامي فقال لي : إن الوليد جاهل بأمر الله ، قليل الرعاية بين حرمات الله ، فلا يجمع بين ما وهب الله لك من العلم بأمر الله ، مع ما حرمه من ذلك ليبين فضلة نعمة الله عليك في العلم بأمر الله عزوجل على كثير من جهله بأمر الله أحرى وأجدر أن
__________________
(١) بالأصل : «مسلك» وفي م : مسلم والصواب ما أثبت عن مختصر ابن منظور ٩ / ٤٥.
(٢) ترجمته في بغية الطلب ٨ / ٣٨٠٦.
(٣) عن بغية الطلب وبالأصل : أبو يعلى.
(٤) بالأصل : «الليل» والصواب عن بغية الطلب.