وكنت على الأيام دوني طليعة |
|
وردءا إذا كرّت عليّ جيوشها |
فما أنا إلّا كالطريدة غرّها |
|
الفرار فأضحت كل كفّ تنوشها |
فكتبت إليه :
كتبت فهجّنت الذين تقدموا |
|
وأعلمتنا أن التأخّر في السّبق |
وأغضيت عن نظم القريض سماحة |
|
به فظننا أن ذلك بالحق (١) |
فإن عدت تهذي منه كلّ عجيبة |
|
إلينا فكم من آية لك في النطق (٢) |
وما لي أن ألقي بعيني كلما |
|
شكوت وما يرتاب مثلك في صدقي |
والله لو شارطتك (٣) العمر ما وفت |
|
حياتي بأدنى منّة لك في عنقي |
وذكر أبو الحسن محمد بن الحسن بن الكفر طابي ، أن زرعة كتب بيتيه هذين إلى الأمير أبي الحسن بن منقذ ، والله أعلم.
٢٢٥٠ ـ زرعة والد السّقر بن زرعة
حكى عن عبد الملك بن مروان ، وعبد الله بن الحسن ، وخالد بن يزيد بن معاوية.
حكى عنه ابنه السّقر.
قرأت بخط أبي الحسن محمد بن عبد الله بن جعفر.
أخبرني أبو الطّيّب محمد بن حميد بن سليمان الكلابي ، ثنا وزيرة (٤) بن محمد ، ثنا الحارث بن همّام ، نا السقر بن زرعة ، عن أبيه قال : إني لواقف بباب عبد الملك بن مروان إذ أقبل عبد الله بن حسن الغنوي على بغلة له ، وأقبل خالد بن يزيد بن معاوية على بغلة له فتوافقا ، وكان عبد الله بن حسن طويل اللسان مدّ يده فمال على خالد فلم يدع شيئا إلّا أسمعه ، وعلا بينهما الكلام فاتصل ذلك بعبد الملك ، فوجب إلى خالد
__________________
(١) في بغية الطلب : عن حق.
(٢) عجزه في بغية الطلب :
إلينا فكم من معجز لك في النطق
(٣) بغية الطلب : شاطرتك.
(٤) ضبطت عن تبصير المنتبه.