ابن المقرئ : فلقيه ـ زيد بن عمرو بن نفيل ، فحيّا كل واحد منهما صاحبه بتحية الجاهلية ، فقال : ـ زاد ابن فهد : له ، وقالوا ـ النبي صلىاللهعليهوسلم : «يا زيد ما لي أرى قومك قد شنفوا (١) لك؟» قال : والله يا محمد إنّ ذلك لبغير نائلة لي فيهم ، ولكني خرجت أبتغي هذا الدين حتى أقدم على أحبار فدك (٢) ، فوجدتهم يعبدون الله ويشركون به ، فقلت : ما هذا بالدين الذي أبتغي ـ زاد ابن فهد : ثم خرجت حتى أقدم على أحبار خيبر فوجدتهم يعبدون الله ويشركون به ، فقلت : ما هذا بالدين الذي أبتغي ، ثم اتفقوا وقالوا ـ فخرجت حتى أقدم على أحبار الشام ، فوجدتهم يعبدون الله تعالى ويشركون به ، فقلت : ما هذا بالدين الذي أبتغي فخرجت فقال لي ـ وقال ابن المقرئ : فقال ـ شيخ منهم : إنك لتسأل عن دين ما نعلم أحدا يعبد الله به إلّا شيخ بالجزيرة ـ وقال ابن حمدان : بالحيرة ـ قال : فخرجت حتى أقدم عليه ، فلما رآني قال : ممن أنت؟ قلت : أنا من أهل بيت الله من أهل الشرك والقرط (٣) ، فقال : فقال (٤) : إن الدين الذي ـ أي قال ابن فهد ان الذي ـ تطلب قد ظهر ببلادك قد بعث نبيّ طلع نجمه ، وجميع من رأيتهم في ضلال ـ زاد ابن فهد : قال ـ وقالوا : فلم أحس بشيء ، قال : فقرب إليه السفرة ، فقال : ما هذا يا محمد (٥)؟ قال : شاة ذبحناها ـ وقال ابن فهد : ذبحت ـ لنصب من الأنصاب ـ وقال ابن فهد : من هذه الأنصاب ـ قال : «ما كنت لآكل مما لم يذكر اسم الله عليه» ، قال : وتفرقنا ـ وقال ابن فهد : تفرقا ـ قال : قال زيد بن حارثة : فأتى النبي صلىاللهعليهوسلم البيت فطاف به ، وأنا معه ، وبالصفا ـ وقال ابن فهد : وطاف بين الصفا والمروة ، قال : وكان عند الصفا والمروة صنمان من نحاس أحدهما يقال له إساف ، والآخر نائلة ـ وقال ابن حمدان : يساف ، والآخر يقال له نائلة ـ وكان المشركون إذا طافوا بهما [قالوا : تمسحوا
__________________
(١) أي : أبغضوك.
(٢) فدك : قرية بالحجاز بينها وبين المدينة يومان وقيل ثلاثة (ياقوت).
(٣) في مختصر ابن منظور : أهل الشرط والفرط.
(٤) ذا مكررة بالأصل.
(٥) كذا بالأصل هنا ومختصر ابن منظور ٩ / ١٢٣ وسير الأعلام ١ / ٢٢١ في ترجمة زيد ، وفي ترجمة سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل في السير ١ / ١٣٤ كانت العبارة أوضح وفيها :
إنك لتسأل عن دين هو دين الله وملائكته ، وقد خرج في أرضك نبي أو هو خارج ، ارجع إليه واتبعه ، فرجعت فلم أحس شيئا ، فأناخ رسول الله البعير ، ثم قدمنا إليه السفرة ، فقال : ما هذه ، قلنا : شاة ذبحناها.