محمد بن سعد (١) ، أنا شهاب بن عبّاد ، نا عبد الوهاب الثقفي ، عن أيوب ، عن غيلان بن جرير ، قال : ارتثّ زيد بن صوحان يوم الجمل قال : فدخل عليه ناس من أصحابه فقالوا : أبشر أبا سلمان بالجنة ، فقال : تقولون قادرين ، أو النار فلا تدرون ، إنّا غزونا القوم في بلادهم ، وقتلنا أميرهم ، فليتنا إذ ظلمنا صبرنا.
قال : وأنا ابن (٢) سعد ، أنا يزيد بن هارون ، أنا العوّام بن حوشب ، حدّثني أبو معشر [قال :] حدّثني الحي الذين مات فيهم زيد بن صوحان حين رفع من المعركة وهو جريح ، قال : قلنا له أبشر أبا عائشة ، فقال : أتقولون قادرين. أتيناهم في ديارهم وقتلنا أميرهم ، وعثمان على الطريق ، فيا ليتنا إذ ابتلينا صبرنا ، ثم قال : شدّوا عليّ إزاري ، فإني مخاصم ، وأفضوا بخدّي إلى الأرض ، وأسرعوا الانكفات عني.
قال : وأنا ابن سعد (٣) ، أنا شهاب بن عبّاد ، نا سفيان بن عيينة ، عن عمّار الدهني ، قال : قال زيد : ادفنوني وابن أمي في قبر ، ولا تغسلوا عنا دما فإنّا قوم مخاصمون.
قال شهاب بن عباد : وكان سيحان بن صوحان قتل يوم الجمل أيضا ، وهو الذي دفن (٤) مع زيد بن صوحان في قبر.
قال : وأنا محمد بن سعد ، قال : أنا شهاب بن عبّاد ، نا محمد بن عبد الله الكرماني ، عن علي بن هاشم ، عن أبيه أن زيد بن صوحان أوصى أن يدفن معه مصحفه.
ابن سيرين ، لم يسمعه من خالد [بينهما رجل ، بيّن](٥) ذلك جرير بن حازم في روايته عنه ، وهما فيما قرأت على أبي محمّد السّلمي ، عن أبي بكر الخطيب ، أنا الحسن بن أبي بكر ، وعثمان بن محمّد بن يوسف ، قالا : أنا محمّد بن عبد الله الشافعي ، نا جعفر بن محمد الصائغ ، نا حسين بن محمد ، أنا جرير بن حازم ، عن محمد بن سيرين ، عن بحير بن أوس ، عن خالد بن الواشمة ، قال : دخلت على عائشة وعندها بعض إخوتها فعرفت صوتي وهي من وراء الحجاب ، فقالت : أخالد؟ قلت : نعم ، قالت : ابن
__________________
(١) طبقات ابن سعد ٦ / ١٢٥ ونقله الذهبي في السير ٣ / ٥٢٧.
(٢) بالأصل : «أبو» خطأ ، والخبر في المصدر السابق.
(٣) طبقات ابن سعد ٦ / ١٢٥.
(٤) بالأصل : دفع ، والصواب عن ابن سعد.
(٥) لفظتان غير مقروءتين رسمهما : «سهمان حريين» كذا وما بين معكوفتين زيادة عن م.