«من نذر أن يعصي (١) الله فلا يعصه» قال أبو زرعة قال علي : قال يحيى بن معين في حديثه : قال أحمد بن شبّويه : فقدمت المدينة فحدّثني أيوب بن سليمان بن بلال ، عن أبي بكر بن أبي أويس ، عن سليمان بن بلال ، عن ابن أبي عتيق ، عن ابن شهاب ، عن سليمان بن أرقم (٢) ، عن يحيى بن أبي كثير الذي كان يسكن اليمامة ، عن أبي سلمة ، عن عائشة ، عن النبي صلىاللهعليهوسلم : «من نذر أن يعصي الله فلا يعصه» قال أبو زرعة : فإذا الحديث قد بطل.
قرأت في كتاب أبي الفرج علي بن الحسين بن محمّد الأموي (٣) ، أخبرني أحمد بن عبيد الله بن عمّار ، وأحمد بن عبد العزيز الجوهري ، قالا : أنا عمر بن شبّة ، نا عبد الله بن سلم (٤) قال : زعم لنا سليمان بن أرقم قال :
كتب الحسن البصري إلى عمر بن عبد العزيز ، وقد كان يكاتبه ، فلما استخلف كتب إليه : من الحسن البصري إلى عمر بن عبد العزيز ، فقيل له : إن الرجل قد ولي وتغيّر ، فقال : لو علمت أن غير ذلك أحبّ إليه لا تبعت محبته. ثم كتب : من الحسن بن أبي الحسن إلى عمر بن عبد العزيز ، أما بعد فكأنك بالدنيا لم تكن ، وكأنك بالآخرة لم تزل.
قال : فمضيت بالكتاب إليه فلما قدمت عليه فإني لعنده أتوقع الجواب إذ خرج يوما غير يوم جمعة حتى صعد المنبر ، فاجتمع الناس فلما كثروا قام فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : أيها الناس إنكم في أسلاب الماضين ، وسيرثكم (٥) الباقون حتى نصير إلى خير الوارثين ، كل يوم تجهزون غازيا (٦) إلى الله ، ورائحا قد حضر أجله ، وطوي عمله ، وعاين الحساب ، وخلع الأسلاب ، وسكن التراب ، ثم يدعونه غير موسد ولا (٧) ممهّد ، ثم وضع يده على وجهه فبكى مليا ، ثم رفعهما فقال : يا أيها الناس ومن وصل إلينا منكم
__________________
(١) بالأصل : يعص والمثبت عن م.
(٢) أرقم كما في م ، وبالأصل : رافع خطأ ، وهو صاحب الترجمة.
(٣) الخبر في الأغاني ٩ / ٢٦٦ في أخبار عمر بن عبد العزيز.
(٤) في الأغاني : مسلم.
(٥) بالأصل : سيرتكم ، والمثبت عن الأغاني.
(٦) في الأغاني : غاديا.
(٧) بالأصل : «لا» والمثبت مع الواو عن م.