فيها ثمار تخالها ينعت |
|
وليس يخشى فساد يانعها |
تقطف باللحظ لا بجارحة ال |
|
أيدي ولا تجتنى لبائعها |
وتحتها من رخامه قطع |
|
لا قطع الله كف قاطعها |
أحكم ترخيمها المرخم قد |
|
بان عليها إحكام صانعها |
قال صديقنا أحمد تيمور في رسالته التصوير عند العرب بعد كلامه على محاسن الجامع الأموي وما فيه من التصاوير : «ولا نعلم إن كانت هذه الصور من عمل العرب فتدخل فيما قصدناه ، أو من عمل صناع الروم الذين استعان بهم الوليد بن عبد الملك عند بناء المسجد» وقد علل المقدسي زخرف الجامع الأموي فقال : قلت يوما لعمي : يا عم لم يحسن الوليد حيث أنفق أموال المسلمين على جامع دمشق ، ولو صرف ذلك في عمارة الطرق والمصانع ورمّ الحصون ، لكان أصوب وأفضل ، قال : لا تغفل بنيّ ، إن الوليد وفق وكشف له عن أمر جليل ، وذلك أنه رأى الشام بلاد نصارى ، ورأى لهم فيها بيعا حسنة قد افتن زخارفها وانتشر ذكرها كالقمامة وبيعة لدّ والرّها فاتخذ للمسلمين مسجدا شغلهم به عنهن ، وجعله أحد عجائب الدنيا ، ألا ترى أن عبد الملك لما رأى عظم قبة القمامة وهيأتها خشي أن تعظم في قلوب المسلمين فنصب على الصخرة قبة على ما ترى ا ه. ولذلك حرص المسلمون في كل دور على السير على قدم الوليد في الاحتفاظ بنقوش الجامع وتحاسينه وتزايينه وتزاويقه ، ومما أبقته الأيام من نقوش الفسيفساء أو الفصوص حيطان قبة الظاهر بيبرس في دمشق ، فإنها الأثر الباقي من هذه الصناعة في هذا الصقع ، بعد أن دثرت فسيفساء الجامع بما تعاقب عليه من الحريق في أدوار كثيرة ولم يبق منها إلا ما كشف مؤخرا في الحائط الغربي من صور الأشجار وغيرها. ومن القصور المصورة الجدران دار الملك رضوان بحلب وفيها يقول الرشيد النابلسي من قصيدة يمدحه بها سنة ٥٨٩ ويذكر ما على جدران الدار من الصور :
دار حكت دارين في طيب ولا |
|
عطر بساحتها ولا عطار |
رفعت سماء عمادها فكأنها |
|
قطب على فلك السعود يدار |
وزهت رياض نقوشها فبنفسج |
|
غض وورد يانع وبهار |