وذكر الثعالبي أن التفاح اللبناني موصوف بحسن اللون وطيب الرائحة ولذاذة الطعم يحمل منه في القرابات إلى الآفاق ، وكان يحمل إلى الخلفاء في بغداد منه من خراج أجناد الشام ثلاثون ألف تفاحة. وقال المقدسي في الرملة : إنه ليس أطيب من حوارى الرملة ولا ألذ من فواكهها ، أطعمة نظيفة وأدمات كثيرة وأنها جمعت التين والنخل وأنبتت الزروع على البعل وحوت الخيرات والفضل. وقال : إن ماء فلسطين من الأمطار والطل وأشجارها أعذاء وزروعها كذلك لا تسقى إلا نابلس فإن فيها مياها جارية. وقال ياقوت : إن ياسوف من قرى نابلس توصف بكثرة الرمان.
وقال أبو الفدا : إن جبال فلسطين وسهلها زيتون وتين وخرنوب وسائر الفواكه أقل من ذلك. وذكر المقدسي أن على نحو نصف مرحلة من كل جانب من حبرون قرى وكروم وأعناب وتفاح يسمى جيل نضرة لا يرى مثله ولا أحسن من فواكهه عامتها تحمل إلى مصر وتنشر. وقال ابن حوقل في زغر : إن بها بسرا يقال له الانقلاء لم ير بالعراق ولا بمكان أغرب ولا أحسن منظرا منه لونه كالزعفران ولم يغادر منه شيئا ويكون في أربع منه رطل ، وبها النيل الكثير المقصر عن صباغ نيل كابل ، وفيه لهم تجارة كبيرة واسعة ومقصد كبير. وقال الظاهري: إن غزة كثيرة الفواكه. وقال ابن بطلان في أنطاكية : إن أرضها تزرع الحنطة والشعير تحت شجر الزيتون. وقال ياقوت : وبدمشق فواكه جيدة فائقة طيبة تحمل إلى جميع ما حولها من البلاد من مصر إلى حرّان وما يقارب ذلك فتعم الكل. ولقد ذكروا في باب خصب أريحا أن الجفنة التي عمرها ٤٢ سنة تكون استدارتها على سطح الأرض مترين وثلاثين سنتيمترا وتحمل في السنة ١٥٠٠ كيلو من العنب وأنه يضرب المثل بورودها وأزاهيرها ويخرج منها الزقوم والسدر وهو أشبه بالزيتون الكبير يستخرجون منه زيتا للجروح. وكذلك النبق وهو بمقام الصبار والزيزفون في بلاد أخرى يستعمل حيطانا للحوائط أي للبساتين.
وذكر الثعالبي أن زيت الشام يضرب به المثل في الجودة والنظافة وإنما قيل له الزيت الركابي لأنه كان يحمل على الإبل من الشام وهي أكثر بلاد الله زيتونا