المظاهر الدينية
أو الدنيوية مخافة أن ترمى بما يثلم الشرف ، لأن بعض الفقهاء شددوا على الغناء
والموسيقى ، وكان بعضهم يعد ساقطا من العدالة كل من يغني بأجرة من الموسيقيين
والمغنين ، ويتسامحون مع من يغني في جماعة من أصحابه ، ويعدون الغناء فنا يفقر
صاحبه ، وجاء في الأمة مثل شيخ الإسلام عبد العزيز ابن عبد السلام (٦٦٠) وكان على
نسكه وورعه يحضر السماع ويرقص ويتواجد والناس تقول في المثل «ما أنت إلا من العوام
ولو كنت ابن عبد السلام». وصناعة الغناء كما قال ابن خلدون : آخر ما يحصل في
العمران من الصنائع لأنها كمالية ، وأول ما ينقطع من العمران عند اختلاله وتراجعه.
ولقد أدركنا وأدرك
أجدادنا أن الشام كلها كانت لا تخلو معظم طبقاتها من موسيقيين ، وكل مجلس من
مجالسهم أو سهرة من سهراتهم ، أو نزهة من نزهاتهم ، كانت تضم أناسا أتقنوا هذا
الفن حتى صار لهم ملكة ، فكان السرور يملأ القصور والدور ، والموسيقى والإنشاد من
الأمور المألوفة لا يستغنى عنها بحال ، أما في القرى والبوادي فكان لهم الغناء
والحداء ، وضرب الرباب والقيثارة والمزمار والدف والكوبة ، أي أن لهم ما يطرب
آذانهم وترتاح إليه أرواحهم وتسهل معاناته وممارسته ، ومن مشاهير الموسيقيين في
النصف الأول من القرن الماضي محمد السؤالاتي الدمشقي أخذ عنه أرباب الموسيقى في
عصره من المصريين والشاميين ذكره في سفينة الملك.
ومن أهل المظاهر
الذين عرفوا بالموسيقى في أوائل هذا القرن الشيخ أبو الهدى الصيادي من حلب وعبد
الرزاق البيطار من دمشق وكانا من أساتذة هذا الفن الجليل ، ومنهم من عنوا
بالموسيقى فبرزوا فيها من أبناء هذه الديار مثل محمود الكحال. أحمد السفرجلاني.
علي حبيب. عمر الجراح. عبد القادر الحفني. محيي الدين كرد علي. سامي الشوا. رحمون
الحلبي. توفيق الصباغ. علي الدرويش. باسيل الحجار. محمد الشاويش. نجيب زين الدين.
مصطفى سليمان بك. شفيق شبيب. محمد علي الأسطه. رضا الجوخدار. مصطفى الصواف حمدي
ملص. رجب خلقي. يوسف الزركلي. محمد الأنصاري ، محمد محمود الأتاسي. ميشل الله
ويردي. مدحت الشربجي. اليكسي بطرس. اليان نعمة. إسكندر معلوف. بولس صلبان. نصوح
الكيلاني. تحسين يوقلمه جي. عباد الحلو. طلعت شيخ الأرض. حسن التغلبي. جميل
البربير ، أحمد التنير. أمين