قال : ونا إبراهيم بن دحيم ، حدّثني محمّد بن عامر ، نا عبد الوهّاب بن نجدة الحوطي (١) ، نا إسماعيل بن عيّاش ، نا شرحبيل بن مسلم الخولاني :
أن الأسود بن قيس بن ذي الحمار تنبّأ باليمن ، فبعث إلى أبي مسلم الخولاني ، فأتاه فقال له : أتشهد أني رسول الله؟ قال : ما أسمع ، قال : أتشهد أن محمّدا رسول الله؟ قال : نعم ، قال : فأمر بنار عظيمة ثم ألقى أبا مسلم فيها ، فلم تضرّه ، فقيل للأسود بن قيس : إن لم تنف هذا عنك أفسد عليك من اتّبعك ، فأمره بالرحيل ، فقدم المدينة وقد قبض النبي صلىاللهعليهوسلم ، واستخلف أبو بكر ، فأناخ راحلته بباب المسجد ودخل المسجد ، فقام يصلّي إلى سارية ، فبصر به عمر بن الخطاب ، فقام إليه ، فقال : ممّن الرجل؟ فقال : من أهل اليمن ، فقال : ما فعل الذي حرقه الكذاب بالنار؟ قال : ذاك عبد الله بن ثوب ، قال : فنشدتك بالله أنت هو؟ قال : اللهم نعم ، قال : فاعتنقه عمر وبكى ، ثم ذهب به حتى أجلسه فيما بينه وبين أبي بكر الصّدّيق ، فقال : الحمد لله الذي لم يمتني حتى أراني في أمّة محمّد صلىاللهعليهوسلم من صنع به كما صنع بإبراهيم خليل الرّحمن ، قال ابن عيّاش : فأنا أدركت رجالا من الأمداد الذين مدّوا من اليمن من عنس وخولان ، فكان الخولانيون يقولون للعنسيين : صاحبكم الكذاب الذي أحرق صاحبنا بالنار فلم تضرّه (٢).
أخبرناه أبو الفتح ناصر بن عبد الرّحمن بن محمّد ، نا أبو الفتح نصر بن إبراهيم المقدسي ، أنا أبو الفرج عبيد الله بن محمّد بن يوسف المراغي النحوي (٣) ، نا عيسى بن عبيد الله بن عبد العزيز الموصلي ، أنا أبو بكر محمّد بن صلة الحيري (٤) السّنجاري الشيخ الصالح ، نا أبو علي نصر بن عبد الملك السّنجاري ، نا عثمان بن عبد الصمد ، نا عبد الوهّاب بن نجدة ، نا ابن عيّاش ، نا شراحيل (٥) بن مسلم الخولاني :
أن الأسود بن قيس بن ذي الخمار (٦) العنسي تنبّأ باليمن ، فأرسل إلى أبي مسلم
__________________
(١) سقطت «نا» من م.
(٢) الخبر في تاريخ الإسلام (حوادث سنة ٦١ ـ ٨٠) ص ٢٩٣ وسير الأعلام ٤ / ٨ و ٩.
(٣) سقطت اللفظة من م.
(٤) كذا بالأصل وم ، وفي المطبوعة : الحيوي.
(٥) كذا بالأصل وم ، وفي المطبوعة : شرحبيل.
(٦) كذا بالأصل وم هنا : ذي الخمار ، بالخاء المعجمة ، وقد مرّ في الرواية السابقة «ذي الحمار» بالحاء المهملة ، وهو الصواب ، وقد ورد في القاموس : ذو الحمار : الأسود العنسي الكذّاب المتنبئ ، كان له حمار أسود معلّم ...