أبي جعفر ، عن محمّد بن جحادة :
أن كعبا لقى أبا مسلم الخولاني فقال : كيف كرامتك على قومك؟ قال : إني عليهم لكريم ، قال : إنّي أجد في التوراة غير ما تقول ، قال : فصدقت التوراة وكذب أبو مسلم ، قال : فما وجدت في التوراة؟ قال : وجدت في التوراة أنه لم يكن حكيم (١) من قوم إلّا كان أزهدهم فيه قومه ثم الأقرب فالأقرب ، فإن كان في حسبه شيء عيّروه به ، وإن كان عمل برهة من دهره ذنبا عيّروه به ، فقالوا : فلان يعيرنا ، وابن فلان يعيرنا.
أخبرناه أبو المعالي محمّد بن إسماعيل بن محمّد الفارسي ، أنا أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي ، أنا أبو طاهر الفقيه ، أنا أبو بكر القطان ، نا إبراهيم بن الحارث ، نا يحيى بن أبي بكر ، نا الحسن بن صالح ، عن أبيه ، قال : قال كعب لأبي مسلم الخولاني : كيف تجد قومك لك؟ قال : مكرمين مطيعين ، قال : ما صدقتني التوراة إذا ما كان رجل حكيم في قوم إلّا بغوا عليه وحسدوه.
أخبرنا أبو عبد الله محمّد بن الفضل ، أنا أبو عثمان الصابوني ، أنا أبو صادق ـ يعني ابن أبي الفوارس العطار (٢) ـ نا أبو العبّاس ، نا الخضر بن أبان ، نا سيّار بن حاتم ، نا جعفر ، عن مالك بن دينار : أن كعبا رأى أبا مسلم الخولاني ، فقال : من هذا؟ قالوا : أبو مسلم ، فقال : هذا حكيم هذه الأمة.
أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد ، أنا أبو نعيم الحافظ (٣) ، نا محمّد بن أحمد (٤) بن الحسن ، نا بشر بن موسى ، نا المقرئ ، نا ابن لهيعة ، نا ابن هبيرة : أن كعبا كان يقول إن حكيم هذه الأمّة أبو مسلم الخولاني.
قال : وأنا أبو نعيم (٥) ، نا أبو حامد بن جبلة ، نا أبو العبّاس السراج ، نا محمّد بن الصباح ، نا سفيان ، قال : سمعت أبا هارون موسى بن عيسى يقول : كان يقال إنّ أبا مسلم الخولاني ممثل (٦) هذه الأمة.
__________________
(١) تاريخ داريا : حليم.
(٢) بعدها في م : «نا أبو العباس العطار ، نا أبو العباس» كذا.
(٣) الخبر في حلية الأولياء ٢ / ١٢٤.
(٤) حلية الأولياء حدثنا محمد بن الحسن.
(٥) الخبر في الحلية ٢ / ١٢٤.
(٦) عن الحلية ، وبالأصل وم : يمثل.