الجماعة من داريّا إلى المسجد الجامع بدمشق (١) التماس الفضيلة.
أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ، نا عبد العزيز بن أحمد الكتاني ، أنا تمّام بن محمّد الرازي ، نا علي بن أبي طالب ، وهارون بن محمّد ، قالا : نا إبراهيم ، نا أبو عامر ، نا الوليد ، أخبرني عثمان بن أبي العاتكة :
أن أبا مسلم سمع قائلا يقول : سبق اليوم فلان ، فقال : كذبت بل أنا السابق ، قال : وكيف يا أبا مسلم؟ قال : أدلجت من داريا فكنت أول من دخل مسجدكم هذا ، وصلّيت فيه الصبح ، وجلست حتى طلعت الشمس ، وركعت فيه ، وأنا السابق (٢).
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد بن عمر ، أنا أبو الحسين أحمد بن محمّد بن النّقّور ، نا عيسى بن علي (٣) الوزير ، أنا أبو القاسم عبد الله بن محمّد بن عبد العزيز البغوي ، نا داود بن عمرو الضّبّي ، نا الوليد بن مسلم ، عن عثمان بن أبي العاتكة ، أن أبا مسلم الخولاني أدلج من داريا إلى مسجد دمشق وهي على أربعة أميال ، فكان أول من دخله لصلاة الصبح ، فصلى وجلس حتى طلعت الشمس فاستبق الناس سمعهم يقولون : سبق فلان ، فقال : بل أنا السابق ، وأخبرهم بما صنع.
أخبرنا أبو القاسم أيضا ، أنا أبو بكر محمّد بن هبة الله بن الحسن ، أنا محمّد بن الحسن بن محمّد بن الفضل القطان ، أنا عبد الله بن جعفر بن درستويه ، نا يعقوب بن سفيان (٤) قال : قلت لهشام بن عمّار : اسم أبي مسلم عبد الله بن ثوب؟ قال : حقا ابن ثوب ، قلت له : كان يقول داريا ، قال : نعم.
قال هشام : قال أبو مسلم : وسمع الناس يقولون : سبق فلان ، سبق فلان ، قال : فقال : بل سبق أبو مسلم ، غدوت من داريا ، فكنت أول من فتح له باب المسجد ، قال : وبين داريا والمسجد أربعة أميال (٥).
__________________
(١) بهامش تاريخ داريا أنه بينهما أربعة أميال أي نحو ثمانية كيلومترات (نقلا عن خبر ورد عن ابن عساكر).
(٢) الخبر في تاريخ الإسلام (حوادث سنة ٦١ ـ ٨٠) ص ٢٩٤ وفيه : «أدلجت من دارنا» ونقله الذهبي أيضا في سير الأعلام ٢ / ١٠ وفيه : من داريا.
(٣) في م : عيسى بن علي بن عيسى الوزير.
(٤) الخبر في المعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي ٢ / ٣٨٢.
(٥) في المعرفة والتاريخ : أربعة ليال.