أنبأنا أبو سعد محمّد بن محمّد بن (١) محمّد ، وأبو علي الحسن بن أحمد ، قالا : [أنا](٢) أبو نعيم أحمد بن عبد الله بن إسحاق الأصبهاني ، نا أبو حامد بن جبلة ، نا محمّد بن إسحاق ، نا أبو همّام السّكوني ، حدّثني بقية بن الوليد ، حدّثني محمّد بن زياد ، عن أبي مسلم الخولاني :
أنه كان إذا غزا أرض الروم فمروا بنهر قال : أجيزوا بسم الله ، قال : ويمر بين أيديهم ، قال : فيمرّون بالنهر الغمر ، فربما لم يبلغ من الدوابّ إلّا إلى الركب ، أو بعض ذلك ، أو قريبا من ذلك ، فإذا جاز قال للناس : هل ذهب لكم شيء من ذهب له شيء؟ فأنا له ضامن ، قال : فألقى بعضهم مخلاة عمدا ، فلما جازوا ، قال الرجل : مخلاتي وقعت في النهر ، قال له : اتبعني فإذا المخلاة قد تعلّقت ببعض أعواد النهر (٣).
أخبرنا أبو غالب محمّد بن إبراهيم الجرجاني الصّيقلي بالثعلبية (٤) ، أنا أبو الفتح المظفّر بن حمزة ، أنا عبد الله بن يوسف بن بامويه الأصبهاني ، أنا أبو سعيد أحمد بن محمّد بن زياد بن الأعرابي ، نا أبو داود ، نا عمرو بن عثمان ، نا بقية ، عن محمّد بن زياد ، عن أبي مسلم الخولاني :
أنه كان إذا غزا أرض الروم فمروا بنهر قال : أجيزوا بسم الله ، ويمر بين أيديهم فيمرون بالنهر الغمر ، وربما لم يبلغ من الدواب إلّا في الركب ، أو بعض ذلك ، أو قريبا ، فإذا جازوا ذلك قال للناس : هل ذهب لكم من شيء؟ فمن ذهب له شيء فأنا ضامن له ، فألقى بعضهم مخلاته عمدا ، فلما جاوزوا قال الرّجل : مخلاتي وقعت في النهر ، فقال : اتبعني ، فاتّبعه ، فإذا المخلاة قد تعلقت ببعض أعواد النهر ، فقال : خذها.
قال : وأخبرنا أبو سعيد بن الأعرابي ، نا أبو داود ، نا موسى بن إسماعيل ، نا سليمان بن المغيرة ، عن حميد :
أن أبا مسلم الخولاني أتى على دجلة وهي ترمي بالخشب من مدّها ، فوقف عليها ثم حمد الله تبارك وتعالى ، وأثنى عليه ، وذكر مسير بني إسرائيل في البحر ثم لهز دابته
__________________
(١) «بن محمد» ليستا في م.
(٢) ما بين معكوفتين زيادة عن م ، سقطت من الأصل.
(٣) الخبر في تاريخ الإسلام (حوادث سنة ٦١ ـ ٨٠) ص ٢٩٥ وسير الأعلام ٢ / ١١.
(٤) الثعلبية : من منازل طريق مكة من الكوفة ، وهي ثلثا الطريق (معجم البلدان).