أبو عمر بن حيّوية ، نا يحيى بن محمّد بن صاعد ، نا الحسين بن الحسن المروزي ، أنا عد الله بن المبارك ، أنا إبراهيم بن نشيط الوعلاني ، نا الحسن بن ثوبان :
أن أبا مسلم الخولاني دخل المسجد فنظر إلى نفر قد اجتمعوا جلوسا فرجا أن يكونوا على ذكر ، على خير فجلس إليهم ، فإذا بعضهم يقول : قدم غلام لي ، فأصاب كذا وكذا ، وقال الآخر : وأنا قد جهزت غلامي فنظر إليهم ، فقال : سبحان الله هل تدرون يا هؤلاء ما مثلي ومثلكم؟ كمثل رجل أصابه مطر غزير وابل ، فالتفت فإذا هو بمصراعين عظيمين ، فقال : لو دخلت هذا البيت حتى يذهب عني أذى هذا المطر ، فدخل فإذا بيت لا سقف له. جلست إليكم وأنا أرجو أن تكونوا على خير على ذكر ، فإذا أنتم أصحاب دنيا ، فقام عنهم.
أنبأني أبو غالب بن البنّا ، عن أبي طالب محمّد بن علي بن الفتح العشاري ، أنا أبو طاهر محمّد بن عبد الرّحمن بن العبّاس المخلّص ، أنا أبو محمّد عبيد الله بن عبد الرّحمن السكري ، أنا أبو بكر بن أبي الدنيا ، حدّثني أبي ، نا أبو خالد القرشي ، نا عمرو العنبري ، عن عبد الملك بن عمير قال : قال أبو مسلم الخولاني :
أظهر اليأس مما في أيدي الناس ، فإن فيه الغنى ، وأقلّ طلب الحاجات إلى الناس ، فإن فيه الفقر الحاضر ، وإياك وما يعتذر منه من الكلام ، وصلّ صلاة مودّع يظن أن لن يعود ، وإن استطعت أن يكون اليوم خيرا منك أمس ، ويكون غدا خيرا منك اليوم فافعل.
أخبرني أبو القاسم هبة الله بن عبد الله بن أحمد الواسطي ، أنا أبو بكر الخطيب ، أنا أبو عمر عبد الواحد محمّد بن عبد الله بن مهدي.
ح وأخبرنا أبو محمّد هبة الله بن أحمد بن طاوس ، أنا أبو الحسين (١) عاصم بن الحسن ، أنا أبو عمر بن مهدي ، نا أبو محمّد عبد الله بن أحمد بن إسحاق المصري الجوهري ، نا إبراهيم بن أبي داود البرلّسي ، نا أبو اليمان ، نا أبو وهب عمرو بن عبد الرّحمن العنسي ، عن شرحبيل بن مسلم الخولاني ، عن أبيه مسلم بن حامد قال : قال لي أبو مسلم :
__________________
(١) بالأصل : «أبو الحسن» خطأ ، والصواب ما أثبت عن م والمطبوعة.