محمّد بن أحمد بن يعقوب المتّوثي ، نا أبو داود سليمان بن الأشعث ، نا محمّد بن كثير ، نا سفيان ، عن خالد الحذّاء ، عن عبد الأعلى ، عن عبد الله بن الحارث ، قال :
خطب عمر بن الخطاب بالجابية ، فحمد الله وأثنى عليه ، وعنده جاثليق يترجم له ما يقول ، فقال : من يهد الله فلا مضلّ له ، ومن يضلل الله فلا هادي له ، قال : فنفض جيبه كالمنكر لما يقول ، قال : قال عمر : ما تقول؟ قال : فسكتوا عنه ، قال ثلاث مرّات : ما تقول؟ قالوا : يا أمير المؤمنين يزعم أن الله عزوجل لا يضلّ أحدا ، قال عمر : كذبت أي عهد الله ، بل الله خلقك وقد أضلك ، ثم يدخلك النار ، أم (١) والله لو لا ولث من عهد لك لضربت عنقك ، إنّ الله خلق أهل الجنة وما هم عاملون ، وخلق أهل النار وما هم عاملون ، فقال : هؤلاء لهذه وهؤلاء لهذه ، قال : فتفرّق الناس وما يختلفون في القدر.
قال : ونا داود ، نا موسى بن إسماعيل ، نا حمّاد ، عن خالد الحذّاء ، عن عبد الأعلى بن عبد الله بن عامر ـ يعني القرشي (٢) ـ عن عبد الله بن الحارث بن نوفل ، قال :
خطبنا عمر بن الخطاب بالجابية فذكر نحوه ، قال : فنفض الجاثليق قميصه وقال : بركست بركست ، قال بحير (٣) : قال فيه ـ يعني عمر ـ إنّ الله عزوجل خلق آدم فنثر ذرّيته وكتب أهل الجنة وأعمالهم ، وساق معناه.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي ، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي ، أنا أبو الحسن الدارقطني ، أنا أبو القاسم عبيد الله بن أحمد بن عبد الله بن بكير التميمي ، أنا أبو علي سهل بن علي الدّوري ، أنا أبو الحسن الأثرم.
قال : قال أبو عبيدة : ـ وفي حديث أن عمر قال : لدهقان (٤) : لو لا ولث عهد لك لضربت عنقك ، قال : الولث شيء دون شيء من عهد ليس بالوثيق ، قال : وكان ابن سيرين بن يكره سبي سجستان ويقول : أظنّه قد كان لهم ولث من ابن عفان.
أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنا أحمد بن الحسن ، وأحمد بن الحسين.
__________________
(١) في المطبوعة : أما.
(٢) مرّ قريبا «الخزاعي» وفي تهذيب الكمال في ترجمة ببة : الخزاعي أيضا.
(٣) كذا بالأصل ، وفي م : «تحبر» وفي المطبوعة : «بحير».
(٤) بالأصل : «الدهقان» وفي م : للدهقان.