أخرج البغوي هذا الحديث في ترجمة عبد الله بن أبي حدرد ، معتقدا أن ابن أبي حدرد هو عبد الله ، وإنما هو القعقاع بن عبد الله بن أبي حدرد ابنه.
كذلك ، رواه صفوان بن عيسى ، ويحيى بن زكريا بن أبي زائدة ، عن عبد الله بن سعيد المقبري ، فيكون الحديث مرسلا ، لأن القعقاع لا صحبة له ، وقد أخرجه البغوي في حرف القاف بهذا الإسناد في ترجمة القعقاع إلّا أنه لم يسمّ القعقاع لا صحبة له ، وقد أخرجه البغوي في الإسناد ، وسماه في الترجمة وذلك من الأوهام العجيبة.
أخبرنا بحديث يحيى أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد ، أنا شجاع بن علي ، أنا عبد الله بن سعيد بن أبي سعيد المقبري ، عن أبيه ، عن القعقاع بن أبي حدرد ، قال : سمعت النبي صلىاللهعليهوسلم يقول : «تمعددوا واخشوشنوا ، وامشوا حفاة» [٥٨٢٣] ، وقوله فيه : «سمعت» وهم ، فقد رواه محمد بن يحيى الذهلي ، وكان من الحفّاظ ، عن محمد بن سابق ، فقال فيه : قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، وكذلك في حديث صفوان بن عيسى ، عن عبد الله بن سعيد ، وعبد الله ضعيف بمرة.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أحمد بن محمّد ، نا عيسى بن علي ، أنا عبد الله بن محمّد ، حدّثني سعيد بن يحيى الأموي ، حدّثني أبي ، نا محمّد بن إسحاق ، عن يزيد بن عبد الله بن قسيط ، عن القعقاع بن عبد الله بن أبي حدرد ، عن أبيه قال :
بعثنا رسول الله صلىاللهعليهوسلم في سرية إلى إضم (١) قبل مخرجه إلى مكة ، قال : فمر بنا عامر بن الاضبط الأشجعي فحيانا بتحية الإسلام ، قال : فنزعنا ، وحمل عليه محلّم بن جثّامة لشيء كان بينه وبينه في الجاهلية فقتله ، واستلبه بعيرا له ، ووطبا ومتيّعا (٢) كان له ، قال : فانتهينا بشأنه إلى النبي صلىاللهعليهوسلم ، وأخبرناه بخبره ، فأنزل الله تعالى : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ
__________________
(١) إضم بالكسر ثم الفتح وميم : واد بجبال تهامة ، وهو الوادي الذي فيه المدينة. وقيل إنه لأشجع وجهينة (ياقوت).
(٢) المتبع تصغير المتاع ، وهو فيما قيل : أثاث البيت. والوطب : وعاء اللبن (اللسان).