المأمون (١) ، أنا أبو الحسن الدارقطني ، نا أبو محمّد عبد الله بن أحمد بن إسحاق المصري الجوهري ، نا إبراهيم بن مرزوق البصري ، نا بشر بن ثابت أبو محمّد البزاز ، نا أبو خلدة خالد بن دينار ، عن أبي رجاء العطاردي ، عن سمرة بن جندب :
أن نبي الله صلىاللهعليهوسلم دخل يوما المسجد فقال : «أيّكم رأى رؤيا فليحدّث بها» ، فلم يحدّث أحد بشيء ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «إنّي رأيت رؤيا فاستمعوا مني ، بينا أنا نائم إذ جاءني رجل فقال : قم ، فقمت ، قال : امضه فمضيت ساعة ، فإذا برجلين : رجل قائم ، وآخر نائم ، والقائم يجمع الحجارة فيضرب بها رأس النائم فيشدخه فإلى أن يجيء بحجر آخر عاد رأسه كما كان ، قال : فقلت : سبحان الله ما هذا ، فقال : امض أمامك ، فمضيت ساعة ، فإذا أنا برجلين : رجل جالس ، وآخر قائم وفي يده حديدة فيضعها في شدقه فيمدّه حتى يبلغ حاجبه ثم ينزعه ، ويمدّ الجانب الآخر ، فإذا مدّ هذا عاد هذا كما كان ، فقلت : سبحان الله ما هذا؟ قال : امض أمامك ، فمضيت ساعة ، فإذا أنا بنهر من دم فيه رجل يسبح وعلى شاطئ النهر رجل يجمع حجارة قد أحماها قد تركها مثل الجمرة ، كلما دنا منه ألقمه حجرا للذي في الدم فيرجع ، فقلت : سبحان الله ما هذا؟ قال : امض أمامك ، فمضيت ساعة ، فإذا أنا بروضة قد ملئت أطفالا وسطهم رجل يكاد يرى رأسه طولا في السّماء ، قلت : سبحان الله ما هذا؟ قال : امض أمامك ، قال : فمضيت ساعة ، فإذا أنا بشجرة لو اجتمع تحتها الخلق لأظلّتهم ، وتحتها رجلان : واحد يجمع حطبا ، والآخر يوقد ، قلت : سبحان الله ما هذا؟ فقال : ارقب ساعة ، فإذا أنا بمدينة مبنية من ذهب وفضة ، وإذا أهلها شقّ منهم سود ، وشقّ منهم بيض ، فقلت : سبحان الله ما هذا؟ قال : امض أمامك ، هل تدري أين مآبك؟ قال : قلت : مآبي عند الله عزوجل قال : صدقت ، قال : انظر إلى السماء ، فإذا أنا برابية ـ أو كلمة تشبهها (٢) ـ قال : ذاك (٣) مآبك ، قال : قلت : ألا تخبرني عمّا رأيت ، قال : لا تفارقني وسلني عما بدا لك ، وإذا أنا بمدينة أوسع منها ، ووسطها نهر ماؤه أشدّ بياضا من اللبن ، فيه رجال مشمّرون (٤) يشدّون إلى المدينة الأخرى فيصبغونهم في ذلك النهر ـ أو كلمة تشبهها (٥) ـ فيخرجون بيضا ، نقاء ، قال :
__________________
(١) عن م وبالأصل : الميمون.
(٢) بالأصل وم : يشبهها.
(٣) في م : ذلك.
(٤) عن المطبوعة وبالأصل وم : مسمرون.
(٥) بالأصل وم : يشبهها.