فلما فتح عينيه فرأى ما صنع أمر أكبر بنيه فقاتل حتى قتل ، فلم يزل يقدّمهم واحدا فواحدا حتى أتى على آخرهم ، ثم كسر جفن سيفه ، فقاتل حتى قتل.
أخبرنا أبو غالب الماوردي ، أنا أبو الحسين بن الطّيّوري ، أنا أبو الحسن محمّد بن عبد الواحد بن محمّد المعدّل ، أنا أبو بكر أحمد بن إبراهيم بن الحسن بن شاذان ، أنا أبو بكر أحمد بن محمّد (١) بن شيبة البزار ، أنا أبو جعفر أحمد بن الحارث الجزار (٢) ، عن أبي الحسن علي بن محمّد المدائني (٣) ، عن علي بن سليم وغيره : أن عبد الله بن حنظلة كان بالحرّة يخفق رأسه من النعاس ، والناس يقتتلون حتى تنادوا : الهزيمة ، فذهب عنه سنة النعاس ، فقاتل حتى قتل ، وبنوه سبعة فقتلوا وهو يقول : (كُلُّ نَفْسٍ ذائِقَةُ الْمَوْتِ ، وَإِنَّما تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ)(٤).
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين ، أنا أبو علي الواعظ ، أنا أحمد (٥) بن جعفر ، نا عبد الله بن أحمد ، حدّثني أبي ، نا مؤمّل ، نا وهيب ، نا عمرو بن يحيى ، عن أبيه قال : قيل لعبد الله بن زيد يوم الحرّة : ها ذاك ابن (٦) حنظلة يبايع الناس ، قال : على ما يبايعهم؟ قالوا : على الموت ، قال : لا أبايع عليه أحدا بعد رسول الله صلىاللهعليهوسلم.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو الحسين (٧) بن النّقّور ، وأبو القاسم بن البسري ، وأبو نصر الزينبي.
ح وأخبرنا أبو الفضل بن ناصر ، أنا أبو القاسم بن البسري قالوا : أنا أبو طاهر المخلّص ، نا يحيى بن محمّد بن صاعد ، نا محمّد بن يعقوب بن عبد الوهّاب الزبيري ، حدّثني محمّد بن فليح ، عن عمرو ـ يعني ابن يحيى ـ عن عبّاد بن تميم : أن عبد الله بن زيد وهو ابن عاصم المازني قيل له يوم الحرّة : هذا ابن حنظلة يبايع الناس ،
__________________
(١) ليست : «بن محمد» في م.
(٢) كذا بالأصل والمطبوعة ، وفي م : الخراز.
(٣) «عن علي بن محمد المدائني» مكرر في م.
(٤) سورة آل عمران ، الآية : ١٨٥.
(٥) مسند الإمام أحمد رقم ١٦٤٦٣ (٥ / ٥٣٦).
(٦) في المسند : هلم إلى ابن حنظلة.
(٧) بالأصل وم : أبو الحسن ، خطأ ، وقد مرّ التعريف به.