أنبأنا أبو الفضل محمد بن ناصر ، وأبو الحسن سعد الخير بن محمد قالا : أنا أبو الحسن علي بن الحسين بن علي بن أيوب البزّار ، أنا أبو بكر أحمد بن محمد بن أحمد بن غالب البرقاني ، قال : سمعت أبا القاسم عبد الله بن إبراهيم بن يوسف الجرجاني ـ ويعرف بالآبندوني ـ وهو من أجلّة شيوخي ، حدّث عنه أبو بكر الإسماعيلي ـ رحمهالله ـ في كتابه الصحيح غير حديث فذكر عنه حديثا.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو القاسم بن أبي الفضل ، أنا حمزة بن يوسف (١) ، قال : سمعت أبا بكر البرقاني الخوارزمي يقول :
كنت أختلف إلى أبي القاسم الآبندوني الجرجاني مع أبي منصور بن الكرخي (٢) ، وكان لا يحدّثنا جميعا ، فكان يجلس أحدنا على باب داره ، ويدخل الآخر ، ويسمع (٣) منه ما أحب ، ثم إذا خرج دخل الآخر فكان سماعنا منه على هذا ، قال : وقد كان حلف أن لا يحدّث إلّا واحدا واحدا ، وكان في خلقه شيء ـ رحمهالله ـ.
أخبرنا أبو محمد طاهر بن سهل ، نا أبو بكر الخطيب قال : كان شيخنا أبو بكر البرقاني يقول فيما رواه عن أبي القاسم عبد الله بن إبراهيم الجرجاني المعروف بالآبندوني : سمعت ولا يقول حدّثنا ، ولا أخبرنا ، فسألته عن ذلك فقال : كان الآبندوني عسرا في الرّواية جدا مع ثقته وصلاحه وزهده ، وكنت أمضي مع أبي منصور بن الكرجي إليه ، فيدخل أبو منصور عليه ، وأجلس أنا بحيث لا يراني الآبندوني ، ولا يعلم بحضوري ، ويقرأ هو الحديث على أبي منصور ، وأنا أسمع ، فلهذا أقول فيما أرويه عنه سمعت ولا أقول حدّثنا ولا أخبرنا لأن قصده كان الرواية لأبي منصور وحده.
أخبرنا أبو منصور بن زريق ، وأبو النجم الشّيحي ، قالا : أنا وأبو الحسن بن سعيد ، نا أبو بكر الخطيب (٤) ، قال : سألت البرقاني عن وفاة الآبندوني ، فقال : مات في غيبتي عن بغداد وذلك أني رحلت إلى الإسماعيلي في سنة خمس وستين وثلاثمائة ، فسألني عن الآبندوني فأخبرته أني تركته في الأحياء وأعلمته باستكثاري من السماع منه ،
__________________
(١) الخبر في تاريخ جرجان ص ٢٧٢.
(٢) في م : «ابن الكرجي» وفي تاريخ جرجان : أبي منصور الكرجي.
(٣) عن م وتاريخ جرجان وبالأصل : وسمع.
(٤) الخبر في تاريخ بغداد ٩ / ٤٠٨.