تشكل ما تنتجه الأرض أي مصدر من مصادر الدخل له. والحق أن (مسقط) هي الميناء العماني الوحيد الذي يحصل منه الإمام على الدخل ، إذ لا يرده دولار واحد من المناطق الداخلية. على العكس من ذلك ، فإنه يضطر عند مكوثه في الجزيرة العربية إلى صرف مبالغ كبيرة يقدمها على شكل هدايا لشيوخ مختلف المدن والواحات .. وتتأتى العائدات المالية في (مسقط) و (مطرح) من الرسوم حسب ، لا تفرض أي ضرائب أخرى على الدور أو الأشخاص أو الأملاك تفرض جباية حالية على الهندوسي (البانياني) لقاء التزامه بزراعة الأرض وتقدر بمائة وخمسة وستين ألف دولار. ويتلقى الإمام من السواحل الأفريقية والفارسية مائتي ألف دولار فيصل المجموع الكلي إلى ثلاثمائة وستين ألف دولار. ونفقات أسرة الإمام ليست كبيرة ، لكنه ينفق بسخاء على سفنه وعلى الهدايا التي يمنحها. وسخاؤه في توزيع الهدايا يضاهي القصص التي تروى عن سخاء الخلفاء أيام زمان. والإمام يعيل كل أقربائه ، والهدايا التي يقدمها للغرباء الذين يزورونه مدهشة تماما. وقلما يسمح لأفقر عربي بالرحيل دون تلقي مبلغ رمزي يجعله يتذكر الزيارة. والبدو الذين يأتون إلى (مسقط) يتناولون طعامهم على نفقته ، وعند رحيلهم يزودون بكل ما يستطيعون حمله من مواد غذائية معهم. وكنت ذات يوم حاضرا عند ما دخل إلى غرفته رجل أوكلت له مهمة العناية بجياده ، وذكّر سموه بأنه عند ما كان يعتني بالجياد في مساء اليوم السابق لم يتلق أي هدية. أصغى الإمام لقصته ثم أمر وكيل خزانته بصرف عشرة دولارات له. إن مثل هذا الكرم ينظر إليه العرب على أنه أعظم فضيلة يمكن لأمير أن يمتلكها ، في حين ينظرون إلى البخل بكراهية شديدة. وعند ما يتحدثون عن (السيد سعيد) الذي أكسبه سخاؤه لقب (عمر الثاني) فإنهم يلاحظون بأنه لا يرفض أي طلب لأحد. كما يرد الهدية بما يزيد عن قيمتها بمائة ضعف إذا ما قدمت له من أحد الزعماء المعروفين في الشرق. وإذا ما أنجز أي عمل بناء على أوامره ، فإنه يكافئ الفاعل بنسبة أكبر مما يدفعها أي فرد.
القوة الدائمة الوحيدة التي يحتفظ بها الإمام في (مسقط) عبارة عن قوة صغيرة تتألف من أربعمائة رجل مجهزين بنفس أجهزة السباهيين في الهند. وبعض هؤلاء الرجال من عبيده الخاصين. لكن في الحالات الضرورية ، يستطيع أن يجمع من جنوب عمان جيشا