المحلية ، والتي عدّها (نيبور) نفسه إمارات ، لا تعدّ أكثر أهمية من القرى أو القصبات. وتشير بقايا الدور المهدمة وآثار السدود القديمة إلى أنها كانت كثيفة السكان والزراعة. لكن حيثما انعدمت المياه ، فإن استمرار الجفاف يحوّل الأرض إلى صحراء مهما كانت خصبة قبل ذلك.
إن جميع المدن تقع الآن إما داخل الواحات أو بالقرب منها. وقد أتينا على وصفها ووصف سكانها مفصلا مما يجعل العودة إلى ذكرها أمرا لا يثير متعة القارئ ولا اهتمامه. ولكن عند إبراز أي جانب أو إضافة أي معلومات أخرى ، فقد لجأت إلى إضافة وصف موجز على وجه الخارطة.
كما أوضحت على الخارطة أيضا اتجاه رحلاتي العديدة. ولإظهار درجة الثقة التي يمكن أن تعطى لها ، فإن من الضروري التوضيح بأن كل المدن الرئيسية والمدن الصغيرة والقرى والواحات قد ثبتت من خلال المشاهدة الفعلية. وفيما عدا مدينة (الرستاق) التي حدد مكانها من خلال اتجاه البوصلة و (البريمي) ، محطة الوهابيين المتقدمة ، فإنه لا يوجد موقع مهم في عمان لم يتقرر موقعه الجغرافي على نحو صحيح. وهنا ربما يسمح لي بالقول بأنه قد حيل بيني وبين الوصول إلى (الدرعية) بسبب ظروف غير مؤاتية. لكن بإضافة وصف لإقليم تساوي مساحته مساحة بلاد الشام ، للمعلومات الشحيحة التي كنا نملكها فيما مضى من الزمان عن جزيرة العرب ، فإنني أعتقد بأن الأشهر العديدة التي قضيتها هناك لم تكن شهورا بلا عمل أو بلا نتيجة.