أقدر عدد سكان (مسقط) و (مطرح) بستين ألف نسمة. ومن شأن هذه المدينة أن تتبوأ مكانة عالية بين مدن الشرق لا بوصفها مركز التجارة المهمة بين شبه الجزيرة العربية والهند وبلاد فارس وحسب ، بل لكونها ميناء (عمان) المهم بسبب كثرة ما تستورده البلاد أيضا.
وتقدر الضرائب في مسقط بنسبة خمسة بالمائة على كلّ البضائع المستوردة ويبلغ مجموعها في مدينة (مسقط) مائة وخمسة آلاف دولار ، وفي (مطرح) تقدر بستين ألف دولار وهذا يعني أن قيمة الاستيراد تبلغ ثلاثة ملايين وثلاثمائة ألف دولار سنويا أو ما يعادل تسعمائة ألف جنيه إسترليني. ولا تفرض أي رسوم على الصادرات. وعلى الرغم من أن هذا لا يبدو مؤثرا مقارنة بموانئ الهند أو أوروبا ، إلا أنه بالغ الأهمية في جزيرة العرب إذ إن معظم الواردات من الأقمشة والذرة. والحق أن هذه المبالغ تفوق مثيلاتها في أي مدينة أخرى في البلاد باستثناء (جدة).
إن المواد الأساسية التي تستورد من الخارج ومن ثم يعاد تصديرها من (مسقط) ولا تفرض عليها أي رسوم هي القهوة واللؤلؤ. ولأجل نقل القهوة تستخدم ثمانية أو عشرة قوارب كبيرة ـ أو ضعف ذلك العدد من القوارب الصغيرة ـ ما بين اليمن ومسقط : وتقوم هذه القوارب برحلة واحدة سنويا يزن بعضها مائتين وخمسين طنا فأكثر. وتسير السفن محملة بالتمور والتبغ الفارسي والسجاد ومليئة بالحجاج على امتداد سواحل بحر العرب ومن ثم إلى البحر الأحمر فجدة حيث يترجل منها الحجاج إضافة إلى من يرغب من أفراد طاقم السفينة للتوجه إلى مكة لأداء شعائر الحج. وهناك يبقون مدة شهر أو شهرين حسبما يسمح به الوقت لعودة الحجاج. ولكن بعد مغادرتهم الميناء يقصدون (المخا) أو (الحديدة) حيث يبادلون الذهب الذي استلموه من الحجاج ثمنا لعبورهم بالقهوة وبهذا يتمكنون من مغادرة البحر الأحمر في مطلع أو منتصف شهر مايو / أيار ويتجنبون أول لفحة من لفحات الرياح الموسمية الجنوبية الغربية. ويتم التخلص من القهوة التي أتوا بها إلى هنا. أما التي لا يحتاج السكان إلى استهلاكها في المدينة أو التي سيتم بيعها إلى البدو في الأقاليم المجاورة فيتم شحنها في مراكب صغيرة إلى البحرين والبصرة والأقسام الجنوبية من الخليج العربي وكانت التجارة مع البصرة فيما مضى من الزمن واسعة جدا ، إذ كانت سوريا تتزود