المحليين يؤمنون بأنه إذا لم يحقق الماء الفائدة المرجوة منه ، فسبب ذلك أن الماء لم يستخدم بما فيه الكفاية. وعلى مقربة من الحمّام كان ثمة جامع صغير يقيم فيه إمام عجوز على استعداد دوما لمساعدة من يحتاج إلى أي مساعدة بالتضرع والصلوات.
بعد مغادرة الماء للخزان يتجه صوب حوض كبير قليل العمق حيث يبرد قبل أن يترك ليصل إلى النباتات أو الأشجار حيث توجد الغدران الصغيرة الكثيرة التي تنقله إلى مختلف المناطق. إن الجزء الذي يرويه هذا الماء يشكل واجهة البحر أو أسفل التلال التي تمتد عبر سلسلة أخرى من تلال أعلى صوب عمق البلاد. لقد أشرقت توا وكانت درجة الحرارة الواطئة في الصباح منعشة. أما البحر فقد بدا على مسافة أربعة أو خمسة أميال وقد أكتسب بريقا ورديا مثلما اكتسبته أيضا جزيرة بركاء الممتدة أمامنا. كان الأفق واضحا كلّ الوضوح أمامنا حتى أنني ملت إلى الظن أنني شاهدت الساحل الفارسي.
يبدو أن معظم الفواكه والخضراوات التي تزرع في بقية أرجاء (عمان) موجودة هنا وتبدو الأشجار بحجمها ووفرتها مساوية لتلك الموجودة في الهند. كانت هذه البقعة بأيدي قبيلة صغيرة تدعى قبيلة (بني وهب) على مدى عصور طويلة. ولكن بسبب حرارة الجو العالية وخلال موسم الحصاد وصل العرب بأعداد كبيرة. وقد قيل لي إن سبعة آلاف أو ثمانية آلاف فرد استقروا في هذا المكان خلال ذلك الموسم الوفير وجلسوا تحت ظلال الأشجار وهم يقرأون آيات من القرآن الكريم أو يهجعون قليلا طلبا للراحة وحصلوا بذلك على الملجأ والمأكل.
ارتفع مقياس المحرار ظهر هذا اليوم حتى وصل إلى درجة تسع وأربعين في الظل ، وعلى هذا الأساس يمكن تقدير درجة الحرارة في موسم الحر. ولكن ما إن تتلاشى الشمس من وراء الجبال حتى تتحول هذه الحرارة الجافة إلى برد لاسع. ولا يرى السكان المحليين أي ضير في هذا التبدل المناخي ويرددون أن هذه البقعة هي من أكثر الأماكن الصحية في (عمان) إلا أن ذلك التبدل أثبت أنه قاتل لفرد أو أكثر في كل مجموعة أوروبية تجرأت على زيارة هذا المكان.