أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد ، أنبأ أبو القاسم بن البسري ، وأبو محمّد بن أبي عثمان ، وأبو طاهر القصّاري.
ح وأخبرنا أبو عبد الله محمّد بن القصّاري ، أنا أبي أبو طاهر.
قالوا : أنا (١) إسماعيل بن الحسن (٢) بن عبد الله الصرصري ، نا أبو عيسى أحمد بن إسحاق بن عبد الله الأنماطي ـ إملاء ـ نا العباس بن عبد الله ـ يعني ـ الترقفي ، نا محمّد بن كثير ، عن أبي المعلّى البيروتي ، عن ابن حلبس ـ وهو يونس ـ عن أبي إدريس عائذ الله قال :
صام أبو موسى الأشعري حتى عاد كأنه خلال ، قال : قيل له : يا أبا موسى ، لو أجممت نفسك ، قال : إجمامها أريد إني رأيت السابق من الخيل المضمّر.
رواها غيره فزاد فيها :
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر ، أنا أبو بكر البيهقي ، أنا أبو عبد الله الحافظ ، أنا أبو عبد الله الصفار ، نا أبو بكر بن أبي الدنيا ، نا محمّد بن إسماعيل البصري ، نا محمّد بن كثير الثقفي ، نا أبو المعلّى البيروتي ، عن يونس بن حلبس ، عن أبي إدريس قال :
صام أبو موسى حتى عاد كأنه خلال ، فقيل له : لو أجممت نفسك (٣) ، فقال : هيهات ، إنما يسبق من الخيل المضمّرة.
قال : وربما خرج من منزله فيقول لا مرأته : شدي رحلك ليس على جهنم معبر.
قلت (٤) : وهذه الحكاية محفوظة لأبي مسلم الخولاني ، وتقدمت في ترجمته.
أنبأ أبو القاسم ، أنا أبو بكر ، أنا الحافظ ، أنا الصفّار ، قال : ونا أبو بكر بن أبي الدنيا ، حدّثني محمّد بن الحسين ، نا زيد بن الحباب ، نا صالح بن موسى الطلحي ، عن أبيه قال :
اجتهد الأشعري قبل موته اجتهادا شديدا ، فقيل له : لو أمسكت ، ورفقت بنفسك بعض الرفق ، فقال : إنّ الخيل إذا أرسلت فقاربت رأس مجراها أخرجت جميع ما عندها ، والذي بقي من أجلي أقل من ذلك ، قال : فلم يزل على ذلك حتى مات (٥).
__________________
(١) في ل : أنا الحسن بن إسماعيل ...
(٢) عن ل وبالأصل : الحسين ، والسند معروف.
(٣) أي أرحتها.
(٤) «قلت» ليست في ل.
(٥) الخبر في سير الأعلام ٢ / ٣٩٣ وتاريخ الإسلام (حوادث سنة ٤١ ـ ٦٠ ص ١٤٥).