وسيف (١) قاطع وحبيب الموت الذعاف ، إنّما هو طود شامخ ، وفخر باذخ ، وأبو عيينة (٢) البطل الهمام ، والسيف (٣) الحسام ، وكفاك بالمفضل نجدة ، ليث هدار وبحر موّار (٤) ، ومحمّد ليث غاب ، وحسام ضراب ، قال : فأيهم أفضل؟ قال : هم كالحلقة المفرغة لا يعرف طرفاها ، قال : فكيف جماعة الناس؟ قال : على أحسن حال ، أدركوا ما رجوا ، وأمنوا ما خافوا ، وأرضاهم العدل ، وأغناهم النفل ، قال : فكيف رضاهم بالمهلّب؟ قال : أحسن رضا ، وكيف لا يكون كذلك وهم لا يعدمون منه إشفاق الوالد ، ولا يعدم منهم برّ الولد ، قال : فكيف فاتكم قطري؟ قال : كدناه فتحوّل عن منزله وظنّ أنه قد كادنا ، قال : أفلا اتّبعتموه ، قال : حال الليل بيننا وبينه ، فكان التحرز ، إلى أن يقع العيان ، ويعلم أمرؤ ما يصنع ، أحزم وكان الحدّ عندنا آثر من الفلّ ، فقال له : المهلب كان أعلم بك حيث بعثك ، وأمر له بعشرة آلاف درهم ، وحمله على فرس ، وأوفده (٥) إلى عبد الملك ، فقدم كعب على عبد الملك فاستنطقه واستنشده فأعجبه ما سمع منه ، فأوفده إلى الحجّاج وكتب إليه يقسم عليه أن يعفو عنه.
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ، أنبأنا رشأ بن نظيف ، أنبأنا الحسن بن إسماعيل ، أنبأنا أحمد بن مروان قال : أنشدنا ابن قتيبة لكعب الأشقري في قتيبة بن مسلم (٦) :
لا يدرك الناس ما قدمت من حسن |
|
ولا يفوتك مما قدّموا شرف |
أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ، وأبو الوحش سبيع بن المسلّم عن رشأ بن نظيف ـ ونقلته من خطه ـ أنبأنا أبو مسلم محمّد بن علي الكاتب ، أنبأنا أبو بكر محمّد بن الحسن بن دريد ، أنبأنا ابن أبي حاتم عن أبي عبيدة قال :
لما عزل يزيد بن المهلّب عن خراسان وولّي قتيبة قال كعب الأشقري :
ذهب الكرام المفضلون |
|
فهذا العام لا رعد ولا برق |
__________________
(١) من قوله : «سد الخادر ، وعبد الملك سم ناقع وسيف» مكانه بياض في «ز».
(٢) بدون إعجام بالأصل وم ، والمثبت عن الأغاني.
(٣) من قوله : شامخ إلى هنا مكانه بياض في «ز».
(٤) أي المضطرب والمائج.
(٥) العبارة في «ز» : وأوفده إلى عبد الملك ، فأمر له بعشرين ألف درهم أخرى ، وقد كان كعب فحا الحجاج مرة فطلبه من المهلب فبعثه المهلب إلى عبد الملك ... والباقي كالأصل وم.
(٦) من أبيات في الطبري ٦ / ٤٧١ وقد ذكرت بعض الأبيات في الأغاني ١٤ / ٢٩٩ لكن البيت التالي ليس من بينها.
وروايته في الطبري :
ما قدم الناس من خير سبقت به |
|
ولا يفوتك مما خلفوا شرف. |