ابن علي ، فدخلت عليه فقال : ما الخبر؟ ما وراءك؟ قال : قلت : القلوب معك ، والسيوف مع بني أمية.
رواه سفيان بن عيينة عن لبطة أتم من هذا.
أخبرناه (١) أبو يعقوب يوسف بن أيوب بن الحسين ، حدّثنا أبو الحسين محمّد بن علي ابن المهتدي بالله (٢)(٣). وأخبرناه أبو غالب أحمد بن الحسن ، أنبأنا أبو الغنائم عبد الصّمد بن علي بن محمّد ، قالا : أنبأنا عبيد الله بن محمّد بن إسحاق ، أنبأنا عبد الله بن محمّد البغوي ، حدّثنا يحيى بن الربيع المكي ، حدّثنا سفيان بن عيينة ، حدّثني لبطة بن الفرزدق وكان أبان بن تغلب سمعه فلقيناه فسألناه فقال : سمعت أبي يقول :
خرجت حاجا حتى إذا كنا بالصّفاح (٤) لقينا ركب من الغسق عليهم الدروع ، قلت : من هؤلاء؟ قالوا : هذا الحسين بن علي ، فنزلت عن راحلتي وكان بيني وبينه معرفة ، فأخذت بزمام راحلته ، قال : ما وراءك؟ قلت : أنت أحبّ الناس إلى الناس ، والسيوف مع بني أميّة ، والقضاء في السماء ، قال : فشهدت الموسم مع الناس ، فلما كان يوم الصدر (٥) وتقلّع (٦) الناس فإذا فسطاط فقلت : لمن هذا الفسطاط؟ فقالوا : لعبد الله بن عمرو فأتيته ، فإذا أغيلمة سود قصار يلعبون ، قلت : يا غلمان أين أبوكم؟ قالوا : في هذا الفسطاط يتوضأ ، فخرج كأنه قد توضأ ، فقلت : ما تقول في هذا الرجل الذي خرج ـ يعني ـ الحسين؟ قال : ليس يحيك فيه السلاح ، قال : قلت : ألست القائل لفلان كذا وكذا ، فسبّني ، قال : قلت : ما مثله إلّا مثل موسى حين خرج هاربا من آل فرعون ، قال الفرزدق : فلما كنت على ماء لنا يقال له تعشار (٧) إذا رفقة من أهل الكوفة قلت : ما الخبر؟ قالوا : قتل الحسين ـ عليهالسلام ـ (٨).
ورواه سفيان عن أبان بن تغلب عن خالد الحذّاء ، عن الفرزدق ، ثم سمعه من لبطة ، عن الفرزدق وذلك فيما : أخبرناه أبو غالب بن البنّا ، أنبأنا أبو الغنائم بن المأمون ، أنبأنا أبو
__________________
(١) كتب فوقها بالأصل وم وت : ملحق.
(٢) قوله «بالله» ليست في م.
(٣) كتب بعدها بالأصل وت وم : إلى.
(٤) الصفاح بالكسر : موضع بين حنين وأنصاب الحرم على يسرة الداخل إلى مكة من مشاش (معجم البلدان).
(٥) يوم الصدر : هو اليوم الرابع من أيام النحر ، ففيه تبدأ الناس والحجيج بالرجوع إلى أماكنها من مكة.
(٦) تقلع الناس : تحولوا.
(٧) تعشار : بالكسر ثم السكون. موضع بالدهناء ، وقال : هو ماء لبني ضبة (معجم البلدان).
(٨) قارن مع تاريخ الطبري ٥ / ٣٨٦ (ط. دار المعارف).