الصّيدلاني قال : سمعت محمّد بن صالح الأشج يقول : سئل قتيبة بن سعيد : من أخرج لكم هذه الأحاديث من عند الليث؟ فقال شيخ كان يقال له زيد بن الحباب. وقدم منصور بن عمّار على الليث بن سعد فوصله بألف دينار ، واحترق بيت عبد الله بن لهيعة فوصله بألف دينار ، ووصل مالك بن أنس بألف دينار ، قال : وكساني قميص سندس فهو عندي.
قال (١) : وأنبأنا محمّد بن عبد العزيز بن جعفر البرذعي ، وأحمد بن محمّد العتيقي ، قالا : حدّثنا أبو الحسن أحمد بن محمّد بن أحمد بن سعيد الرّفّاء قال : سمعت أبا بكر بن أبي داود يقول : حدّثنا أبي. ح قال : وأخبرنا عبيد الله بن عمر الواعظ ، حدّثني أبي ، حدّثنا عبد الله بن سليمان قال : سمعت أبي يقول : قال قتيبة بن سعيد :
كان الليث بن سعد يستغلّ عشرين ألف دينار في كلّ سنة ، وقال : ما وجبت (٢) عليّ زكاة قط ، وأعطى ابن لهيعة ألف دينار ، وأعطى مالك بن أنس ألف دينار ، وأعطى منصور بن عمّار ألف دينار ، وجارية تسوى ثلاثمائة دينار ، قال : وجاءت امرأة إلى الليث فقال : يا أبا الحارث إنّ ابنا لي عليل واشتهى عسلا ، فقال : يا غلام أعطها مرط عسل ، والمرط عشرون ومائة رطل.
أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر ، أنبأنا أبو صالح المؤذن ، أنبأنا علي بن محمّد بن السّقّا ، حدّثنا محمّد بن يعقوب ، حدّثنا عباس قال : سمعت يحيى يقول : كان ليث بن سعد يجيء إلى المسجد يصلّي فيه كل صلاة على فرس ، وكان له مجلس يجلس فيه ، وكان يحيى بن أيوب يجلس في ناحية المسجد قال : فمرّ به ليث بن سعد يوما فغمزه فقام معه يحيى بن أيوب إلى مجلسه ، فكان ليث بن سعد يقول له : ما عندك في كذا؟ فيجيبه يحيى بن أيوب ، فبعث إليه ليث بن سعد بمائة دينار ، فكان بعد يلزمه.
أنبأنا أبو علي بن أحمد ، أنبأنا أبو نعيم الحافظ (٣) ، حدّثنا سليمان بن أحمد ، حدّثنا أحمد بن أبي يحيى الحضرمي ، حدّثنا عبد الملك بن شعيب بن الليث بن سعد قال : سمعت أسد بن موسى يقول : كان عبد الله بن علي يطلب بني أمية فيقتلهم ، فلما دخلت مصر دخلتها
__________________
(١) القائل : أبو بكر الخطيب ، والخبر في تاريخ بغداد ١٣ / ٨.
(٢) الأصل : «جبت» والمثبت عن م ، ود ، وت ، وتاريخ بغداد.
(٣) رواه أبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء ٧ / ٣٢١ ـ ٣٢٢ وسير أعلام النبلاء ٨ / ١٥٧ ـ ١٥٨.