اكتب يزيد من بعده ، فكتب وفرغ ودخل الناس فقال : إنّي قد عهدت عهدا وجعلته في يد رجاء بن حيوة ، فاسمعوا وأطيعوا لمن جعلت له ذلك من بعدي ، ثم دخل عليه رجاء من الغد وبعده ، فإذا الرجل في السوق عند انتصاف النهار من يوم الجمعة فغمضاه وسجّيا عليه ، وخرجا ، فقال رجاء : يا معشر المسلمين اجلسوا حتى أعلمكم عهد خليفتكم ، فحمد الله ، وأثنى عليه ، ففضّ الكتاب فقال :
بسم الله الرّحمن الرحيم ، من عبد الله سليمان أمير المؤمنين إلى أمّة محمّد صلىاللهعليهوسلم : سلام عليكم ، فإنّي أحمد إليكم الله الذي لا إله إلّا هو ، أما بعد ، فإنّي قد استخلفت عليكم من بعدي عمر بن عبد العزيز ، ومن بعده يزيد بن عبد الملك ، فاسمعوا لهما وأطيعوا وأحسنوا مؤازرتهما ، فإنّي لم آلكم ونفسي نصيحة. والسلام عليكم ورحمة الله ، وعمر جالس ، فأتاه رجاء وخالد بن الريّان صاحب الحرس فقالا : قم يا أمير المؤمنين ، فتلكّأ ، فاحتمله الحرس ، حتى أجلسوه على المنبر ، فقال : (فَعَسى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَيَجْعَلَ اللهُ فِيهِ خَيْراً كَثِيراً)(١) ، ثم خطب ، فلما فرغ أخذ خالد بن الريّان أشراف الناس يشترط عليهم أن يسمعوا ويطيعوا ، ليس في ذلك عتق ولا طلاق ، ثم يصعد كلّ رجل حتى يصافح عمر ، فما كلّم غير هشام ، فقال له عمر : عليك عهد الله وميثاقه لتسمعنّ ولتطيعنّ ، قال : نعم ، وأكون عند ما يحبّ أمير المؤمنين.
٦٤٠١ ـ محمّد بن سعيد
حدّث عن أبي الهيثم خالد بن يزيد بن خالد بن عبد الله القسري.
روى عنه : أبو أميّة محمّد بن إبراهيم الطّرسوسي.
أخبرنا أبو الفتح نصر الله بن محمّد ، حدّثنا أبو الفتح نصر بن إبراهيم الزاهد ، أخبرني أبو الفرج عبيد الله بن محمّد بن يوسف المراغي (٢) النحوي ـ إجازة ـ. أنبأنا أبو الحسين محمّد بن أحمد بن الحسن الكرجي ، حدّثنا أبو عمرو عثمان بن محمّد السّمرقندي ، حدّثنا أبو أمية (٣) الطرسوسي ، حدّثنا محمّد بن سعيد الدّمشقي ، حدّثنا خالد بن يزيد الدمشقي أبو الهيثم ، حدّثنا أبو حمزة الثّمالي عن أبي جعفر محمّد بن علي أن العرب كانت تلبّي بتلبية
__________________
(١) سورة النساء ، الآية : ١٩.
(٢) كذا بالأصل ود ، وفي «ز» : المراقي.
(٣) غير مقروءة بالأصل ، والمثبت عن د ، و «ز».