حازم قال : سمعت عبد الملك ـ يعني ـ ابن عمير ، عن قبيصة بن جابر قال :
بعثني (١) زياد إلى معاوية في حوائج فلمّا قضاها وفرغ منها قلت : يا أمير المؤمنين ، كل (٢) ما جئت له قد قضيته له وقد بقيت لي حاجة ، فاحذرها (٣) مصدرها ، قال : ما هي؟ قلت : لمن هذا الأمر من بعدك؟ قال : فيم أنت من ذاك؟ قلت : ولم ، فو الله إنّي لقريب القرابة ، عظيم الشرف ، وادّ الصدر ، فسكت ساعة ثم والى بين أربعة رهط من بني عبد مناف ، فقال : كريمة (٤) قريش : سعيد بن العاص ، وفتى قريش حياء ودماثة وسخاء فابن عامر ، وأما الحسن (٥) بن علي فرجل سخي رقيق كريم ، وأما القارئ لكتاب الله الفقيه في دين الله ، الشديد في حدود الله فمروان بن الحكم ، وأمّا رجل نفسه فعبد الله بن عمر ، وأما الذي برد الشريعة مع الدواهي السباع ويروغ روغان الثعلب ، فابن الزبير.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو الفضل بن البقّال ، أنا أبو الحسين بن بشران ، أنا عثمان بن أحمد ، نا حنبل بن إسحاق قال : سمعت أبا عبد الله أحمد بن حنبل يقول : مروان بن الحكم كان عنده قضاء ، وكان يتبع قضاء عمر.
أخبرنا أبو القاسم زاهر ، وأبو بكر وجيه بن طاهر قالا : أنا أبو حامد أحمد بن الحسن ، أنا أبو محمّد الحسن بن أحمد بن محمّد ، أنا أبو بكر عبد الله بن محمّد بن مسلم الإسفرايني ، نا محمّد بن غالب الأنطاكي ، نا أبو الجواب ، نا يونس بن أبي إسحاق ، عن أبو إسحاق بن أبي بردة قال :
قال لي مروان بن الحكم ولقيني فقال : يا بن أبي موسى ، أيثبت أن الجد لا ينزل عندكم بمنزلة الأب ، إذا لم يكن أب ، قال : قلت : نعم ، قال : لم لا تغيّرون؟ قال : قلت : لو كنت أنت لم تقدر تغير قال : فقال : أشهد على عثمان أنه شهد على أبي بكر أنه جعل الجد بمنزلة الأب إذا لم يكن أب (٦).
__________________
(١) تحرفت بالأصل وم و «ز» إلى : «يعني» ، والمثبت عن د.
(٢) بالأصل وم و «ز» : قل ، تصحيف ، والمثبت عن د.
(٣) كذا بالأصل وبقية النسخ ، وفي تاريخ أبي زرعة : فأصدرها مصدرها.
(٤) كذا بالأصل وبقية النسخ ، وفي تاريخ أبي زرعة : كرمة قريش.
(٥) وكذا بالأصل ، وم ، و «ز» ، ود : «الحسن بن علي» يريد الحسن بن علي بن أبي طالب ، والمعروف أن الحسن تنازل عن الخلافة وأقام الصلح مع معاوية سنة ٤٠ ، والمراد بدون أي شك «الحسين بن علي».
(٦) الخبر التالي سقط من الأصل وم و «ز» ، وموجود في د ، نثبته هنا تعميما للفائدة وبدون تدخل في نصه :