ثم وقعت الفتنة بين ابن الزبير ومروان ، فبويع مروان بن الحكم في النصف من ذي القعدة سنة أربع وستين ، فعاش تسعة أشهر وثمان عشرة ليلة ، ومات لثلاث خلون من رمضان سنة خمس وستين ، وبايع لابنيه عبد الملك وعبد العزيز.
ثنا أبو بكر يحيى بن إبراهيم ، أنا نعمة الله بن محمّد ، نا أحمد بن محمّد بن عبد الله ، نا محمّد بن أحمد بن سليمان ، أنا سفيان بن محمّد بن سفيان ، حدّثني الحسن بن سفيان ، نا محمّد بن علي ، عن محمّد بن إسحاق قال : سمعت أبا عمر الضرير يقول :
ثم بايع الناس مروان ، فكانت خلافته تسعة أشهر وسبعة وعشرين يوما ، وتوفي لغرة شهر رمضان سنة خمس وستين.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو القاسم علي بن أحمد ، أنا أبو طاهر المخلّص (١) ـ إجازة ـ نا عبيد الله السكري ، أخبرني عبد الرّحمن بن محمّد بن المغيرة ، أخبرني أبي ، حدّثني أبو عبيد قال : سنة خمس وستين فيها توفي مروان بن الحكم.
قرأت على أبي محمّد السلمي ، عن أبي محمّد التميمي ، أنا مكي بن محمّد ، أنا أبو سليمان بن زبر (٢) قال : وفيها ـ يعني ـ سنة خمس وستين مات مروان بن الحكم بدمشق ، في شهر رمضان ، وهو ابن أربع وستين ، وبويع عبد الملك بن مروان بالشام.
أخبرنا أبو غالب بن البنّا ، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي ، أنا أبو القاسم بن جنيقا ، نا أبو علي الخطبي ، نا البربري ، عن ابن أبي السري ، عن العمري قال : حدّثت عن محمّد بن إسحاق قال :
توفي مروان بن الحكم لهلال شهر رمضان سنة خمس وستين ، فكانت ولايته عشرة أشهر.
قال ابن أبي السري (٣) : ومات بدمشق وهو ابن ثلاث وستين ، وصلّى عليه ابنه عبد الملك ، وكان قصيرا ، أحمر الوجه ، أوقص ، دقيق العنق ، كبير الرأس واللحية ، وكان يلقب خيط باطل (٤).
__________________
(١) تحرفت في م إلى : المخلد.
(٢) تحرفت في «ز» إلى : زيد.
(٣) سير أعلام النبلاء ٣ / ٤٧٧ وتاريخ الإسلام (حوادث سنة ٦١ ـ ٨٠) ص ٢٣٠.
(٤) قال الذهبي في تاريخ الإسلام : لقب بخيط باطل لدقة عنقه. وقيل لقب مروان بن الحكم ب ـ «خيط باطل» لأنه كان طويلا مضطربا ، قاله الثعالبي في ثمار القلوب ص ٧٦ رقم ١٠٣.