أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ، وأبو الحسن بن قبيس ، قالا : نا ـ وأبو منصور بن خيرون ، أنا ـ أبو بكر الخطيب (١) ، أنا عبيد الله بن أبي الفتح الفارسي ، نا محمّد بن العباس الخزاز ، نا محمّد بن خلف بن المرزبان ، حدّثني أبو الحسن عبد الله بن محمّد ، نا محمّد بن زياد قال : دخل مروان بن أبي حفصة على المهدي وعنده جماعة فأنشده :
صحا بعد جهل واستراحت عواذله
قال : فقال لي : ويحك ، كم هي بيتا؟ قلت : يا أمير المؤمنين ، سبعون بيتا ، قال : فإن لك عندي سبعين ألفا ، قال : فقلت في نفسي بالنسيئة : إنا لله وإنا إليه راجعون ، ثم قلت : يا أمير المؤمنين ، اسمع مني أبياتا حضرت ، فما في الأصل أنبل من كفيلي ، قال : هات ، فاندفعت فأنشدته :
[كفاكم (٢) بعباس أبي الفضل والدا |
|
فما من أب إلّا أبو الفضل فاضله |
كأن أمير المؤمنين محمدا |
|
أبو جعفر في كل أمر يحاوله |
إليك قصرنا النصف من صلواتنا |
|
مسيرة شهر بعد شهر نواصله |
فلا نحن نخشى أن يخيب مسيرنا |
|
إليك ، ولكن أهنأ الخير عاجله |
قال : فتبسم ، وقال (٣) : عجلوها [له](٤) ، فحملت إليّ من وقتها.
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس نا ـ وأبو منصور بن خيرون أنا ـ أبو بكر الخطيب (٥) ، أخبرني الأزهري ، أنا أحمد بن إبراهيم ، نا إبراهيم بن محمد بن عرفة ، نا أحمد بن يحيى عن الرياشي قال :
قال رجل لمروان بن أبي حفصة : ما حملك على أن تناولت ولد علي في شعرك؟ قال : والله ما حملني على ذلك بغضا لهم ، ولقد مدحت أمير المؤمنين المهدي بشعري الذي أقول فيه :
__________________
(١) الخبر والشعر في تاريخ بغداد ٥ / ٣٩٥ ضمن ترجمة الخليفة المهدي.
(٢) نقص في الأصل المخطوط ورقتان ، والمستدرك بين معكوفتين عن بقية النسخ م ، و «ز» ، ود ، وسنشير إلى نهاية السقط في موضعه.
(٣) تحرفت في «ز» إلى : وكان.
(٤) سقطت من م و «ز» ، ود ، واستدركت عن تاريخ بغداد.
(٥) رواه الخطيب في تاريخ بغداد ١٣ / ١٤٢.