السرير الذهب ، فأقام مروان عليه شتوة وصيفة ، فصالحه على ألف رأس في كل سنة ، ومائة ألف مدى ، وسار مروان فدخل أرض ارر وبطران (١) فصالحه ملكها ثم سار مروان في أرض تومان فصالحه تومان ملكها ، ثم أتى مروان خمرين فأبي ملكها أن يصالحه ، فقاتل حصنا من حصون خمرين شهرا ، فأخرب بلاد خمرين ، ثم سأله خمرين الصلح فصالحه ، ثم أتى مروان أرض مسدار فافتتحها على صلح ، ثم نزل مروان كيران فصالحه [أهل](٢) طبرستان وفيلان (٣).
أنبأنا أبو القاسم العلوي ، وأبو محمّد بن الأكفاني ، قالا : نا عبد العزيز الكتّاني ، أنا عبد الرّحمن بن عثمان ، أنا علي بن يعقوب بن إبراهيم ، أنا أحمد بن إبراهيم القرشي ، نا ابن عائذ قال : ونا الوليد قال : فحدّثنا غير واحد ممن كان في غزاة الطين أن الناس قفلوا (٤) منها وهم يقولون : فعل مروان ، وصنع مروان ، ولا يذكرون مسلمة ، فكان ذلك سببا لولاية مروان على أرمينية ، فولّاه هشام أرمينية والجزيرة ، فوليها له.
قال : وأنا الوليد قال : فحدّثنا مرزوق بن أبي الهذيل أو غيره قال :
لم يرع هشام بن عبد الملك وهو ينظر في شيء من ضيعته التي يقال لها الزيتون (٥) إلّا ومروان قد خرج عليه لم يستأذنه ، ولم يعلم به حتى رآه ، فأفزعه ذلك وقال : ويحك مروان؟! قال : نعم يا أمير المؤمنين ، قال : فردد هذا القول عليه مرارا ، قال : يا أمير المؤمنين ، ضقت صدرا بما ساء ذكره لأمير المؤمنين ، قال : فلم أر أن يكون في كتاب ، ولا أبوح به إلى أحد فترى فيه رأيك ، قال : وممّ ذاك؟ قال : إنه قد كان من غزو صاحب خزر أمير المؤمنين والمسلمين ما كان فساح في بلاده وقتل عامله وانتهك من حرمة الإسلام ما قد علمه أمير المؤمنين ، ثم قفل إلى بلاده وقد أبقى على المسلمين عارها ما كانوا ، ثم كان من رأي أمير المؤمنين في توجيه مسلمة بن عبد الملك ما قد علمه أمير المؤمنين ، فو الله ما وطئ من بلادهم إلّا أدناها ، وما صنع شيئا ، ولقد أخرجه كسعا كالمنهزم ، فلا يزال عار ذلك فينا وفيهم
__________________
(١) كذا رسمها بالأصل و «ز» ، وم ، وفي تاريخ خليفة : «زروبكزان» وفي فتوح البلدان : زريكران.
(٢) زيادة عن تاريخ خليفة.
(٣) بالأصل وبقية النسخ : قيلان ، والمثبت عن تاريخ خليفة.
(٤) تحرفت في «ز» إلى : فقتلوا.
(٥) كذا بالأصل وم و «ز» ود : «الزيتون» وفي معجم البلدان : الزيتونة موضع كان ينزله هشام بن عبد الملك في بادية الشام ، فلما عمر الرصافة انتقل إليها فكانت منزله إلى أن مات.