أخبرنا (١) أبو القاسم هبة الله بن عبد الله ، أنا أبو بكر الخطيب ، أنا القاضي أبو الحسن علي بن محمّد بن حبيب البصري ، نا أبو عبد الله محمّد بن المعلّى بن عبد الله بن خلف الأزدي ـ بالبصرة ـ أنا أبو بكر الصولي ، نا أبو العيناء ، عن الأصمعي ، ثنا جرير بن عثمان (٢).
[قال ابن عساكر :](٣) كذا كان في كتاب القاضي ، والصواب : العلاء بن جرير.
عن أبيه ، قال :
حضرت مجلس أبي الفضل البهراني ، فذكروا العلوم فقال قائل : علم القرآن ، فقال أبو الفضل : أجلّ العلوم إلّا أنه أخروي ، قلّ ما ينفع في الدنيا ، وقال قائل : الفقه؟ فقال : علم جليل ، قل ما يسلم حامله من الرياء والعجب ، وقال قائل : الحساب؟ فقال : علم حسن ، وليس من علم أصحاب الدين ، وقال قائل : علم الإعراب؟ فقال : علم لا يستغنى عن قليله ، ولا يحتاج إلى كثيره ، فقال له قائل : ففيم؟ وبم؟ قال : إنّ الشعر لنعم العون على الدنيا ، قالوا : وكيف؟ قال : كان لمروان بن محمّد عريف على الشعراء يخبر أشعارهم ، فيحسن لمحسنهم ، ويرعى مسيئهم ، ويتنحى لهم فاسدة فسلّمت عليه ، فقال : ممّن الرجل؟ فقلت : من بهراء قال : وفيم جئت؟ قلت : أنا شاعر ومتشاعر ، ولم يكن شعري مقبولا ولا مردودا ولا يقال : اعرب فيحل الله قلت : ولم أعزّك الله؟ قال : لأنه قد عرض لي مصراع من بيت شعر ، وقد عرضته على عشرين شاعرا فكلّهم نكل عن إتمامه ، فأسررت في نفسي أنهم فئة (٤) منتحلون. قلت : على الحادي والعشرين ، فعسى الله أن يأتي بالفتح أو أمر من عنده ، فيصبحوا على ما أسروا في أنفسهم نادمين ، فقال :
لا يعلم الغيب إلّا منزل الغيث
__________________
القاسم علي بن الحسن بن هبة الله الشافعي نضر الله وجهه ابنه أبو الفتح الحسن وابن أخيه أبو منصور عبد الرّحمن ابن محمّد بن الحسن بقراءة القاضي بهاء الدين أبي المواهب الحسن بن هبة الله بن محفوظ بن صصرى وعبد الرّحمن بن أبي منصور بن نسيم بن الحسين بن علي الشافعي ومن خطه نقلت وآخرون في يوم الجمعة الخامس والعشرين من رجب سنة أربع وستين وخمسمائة بالمسجد الجامع بدمشق حرسها الله نقل جميع ذلك والمجلدة محمّد بن يوسف بن محمّد بن أبي بداس البرزالي الإشبيلي وفقه الله ومتّعه ونفعه ونفع به في التاريخ المذكور والمكان قبل كتب الطباق والحمد لله.
(١) كتب قبلها في م :
آخر الجزء الستين بعد الستمائة من الفرع. بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين وبه ثقتي وكتب قبلها في ز : بسم الله الرحمن الرحيم وصلّى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
(٢) رسمها بالأصل : «عسم» وفي م : غندر ، والمثبت عن د ، و «ز».
(٣) زيادة منا للإيضاح.
(٤) تحرفت في م إلى : فدية.