فلطف الله لي ، فقلت :
وما لشيء قضاه الله من ريب
فقال : أحسنت ما شئت ، اردفه ، تظفر بحاجتك ، فلطف الله لي ، فقلت :
كم من ضعيف قوي الحظّ في دعة |
|
ومن قويّ ضعيف الحظّ كالليث |
فنهض وقال : آخر وحسبك ، فلطف الله لي فقلت :
يعطى اللئيم بأوعى من الكريم (١) معا |
|
كأنّما الدهر في شيء من العبث |
ثم خرج وبيده : صك بعشرة آلاف درهم أبيض ، ومائة دينار أصفر ، وخمسة عشر ثوبا ، ومركوب مختار ، وخادم أسود ، وفي كلّ يوم دينار جاريا ، وفي كلّ شهر ثلاث (٢) حوائج ، فانتفعت بذلك زمنا طويلا ، وأنا في نفسه.
قال أبو العيناء : أظن المصراع الأول عرض لمروان.
قال : أنبأنا القاضي أبو الحسن بن حبيب : حضرت عند الصفي العلي فذكرت الأبيات المذكورة في هذا الخبر ، وقلت : قال الأزدي : ليس ينضم إليها قافية ، فقال أبو عبد الله الحسين بن محمّد الهاشمي البصري في الحال :
لا تكذبن فإن الرزق عن قدر |
|
يأتي إليك بلا كيف ولا حيث (٣) |
ثم عمل بيتا آخر حفظت عجزه ، ولم أحفظ أوله :
وما السهل في شرف الأخلاق كالميت
أخبرنا أبو غالب ، وأبو عبد الله ابنا البنّا ، قالا : أنا أبو الحسين بن الآبنوسي ، أنا أحمد ابن عبيد بن الفضل.
قالا : وأنا أبو تمام علي بن محمّد الواسطي ـ إجازة ـ أنا أبو بكر بن بيري ـ قراءة.
قالا : أنا محمّد بن الحسين بن محمّد بن سعيد ، نا ابن أبي خيثمة ، نا سليمان بن أبي شيخ ، نا أبو سفيان الحميري قال :
قدم علينا عمر بن ذرّ (٤) في الحصار ، وقد كان أتى مروان بن محمّد فقصّ عليه ،
__________________
(١) صدره في د : يعطى الكريم بارغام الكريم معا.
(٢) بالأصل ، وم ، و «ز» ، ود : ثلاثة.
(٣) بدون إعجام بالأصل ، وفي «ز» : «جبت» والمثبت عن م و «ز».
(٤) تقدمت ترجمته في تاريخ مدينة دمشق : ٤٥ / ١٣ رقم ٥٢١١ ط دار الفكر.