كنت مع مسروق في السلسلة ، فما رأيت أميرا قط ولا عاملا أعفّ منه ، ما كان يصيب شيئا إلّا ماء دجلة.
قرأنا على أبي عبد الله يحيى بن الحسن ، عن أبي الحسين بن الآبنوسي ، أنا أبو بكر ابن بيري ـ قراءة ـ أنا الزعفراني ، نا ابن أبي خيثمة ، نا إسماعيل بن أبي مسعود ، نا حفص بن غياث ، عن الأعمش ، عن مسلم قال :
غاب مسروق إلى السلسلة سنتين ، ثم قدم ، فلما قدم نظر أهله في خرجه فأصابوا فأسا بغير عود ، فقالوا : غبت عنا سنتين ، ثم جئتنا بفأس بغير عود ، قال : إنا لله ، تلك فأس استعرناها نسينا نردّها (١).
أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنا أبو الفضل بن خيرون ، أنا أبو القاسم بن الصوّاف ، أنا أبو جعفر ، نا عبد الحميد بن صالح ، نا أبو شهاب ، عن الأعمش ، عن شقيق ، عن مسروق قال :
ما عملت عملا أخوف عندي أن يدخلني النار من عملكم هذا ، وما بي أن أكون ظلمت مسلما أو معاهدا دينارا ولا درهما ، ولكن بي هذا الحبل الذي لم يسنّه رسول الله صلىاللهعليهوسلم ولا أبو بكر ، ولا عمر ، قال : فقيل له : ما حملك على الدخول فيه؟ قال : لم يدعني شريح وزياد والشيطان حتى أدخلوني (٢) فيه.
أخبرنا (٣) أبو علي بن نبهان ـ في كتابه ـ.
ح ثم أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنا أبو طاهر الباقلاني ، أنا أبو علي بن شاذان ، أنا عبد الله بن إسحاق البغوي.
ح وأخبرنا أبو البركات ، أنا طراد بن محمّد الزينبي ، أنا أحمد بن علي البادا ، أنا حامد ابن محمّد الرفا ، قالا : أنا علي بن عبد العزيز ، نا أبو عبيد (٤) ، نا أبو معاوية ، عن الأعمش ، عن شقيق ، عن مسروق أنه قال :
والله ما عملت عملا أخوف عندي ، أن يدخلني النار من عملكم هذا ، وما بي أن أكون ظلمت فيه مسلما ولا معاهدا دينارا ولا درهما ، ولكن ما أدري ما هذا الحبل الذي لم يسنه
__________________
(١) سير أعلام النبلاء ٤ / ٦٦.
(٢) في «ز» : أدخلني.
(٣) كتب فوقها في د ، و «ز» : ملحق.
(٤) في «ز» : نا عبيد.