الذين تخرجوا من مدرسة حنويه ومدرسة بنت جبيل ، وكان من جملة الوافدين على مدرسة النبطية الأستاذ الشيخ أحمد مروّة المحقق ، فدرس سليمان عليه تتمة شرحي الشمسية والتلخيص ومقدمة معالم الدين في أصول الفقه والشرائع في الفقه وبعض كتب الكلام ، ودرس كتب العلامة الأصولي المجدّد الشيخ مرتضى الأنصاري في الأصول وكتابيه الطهارة والمكاسب في الفقه ، والقوانين في الأصول للميرزا القمي ، وشرح اللمعة الدمشقية للشهيد الثاني على رئيس المدرسة ، وكان مع تلقيه هذه الدروس يلقي على الطلاب دروس المنطق والمعاني والبيان والأصول والفقه والكلام والتوحيد إلى سنة ١٣٢٤ ه. وهي السنة التي توفي فيها آخر أساتذته ، فتفرق شمل الطلاب وكان ذلك آخر عهده بالطلب ، ولكنه عكف على المراجعة والمطالعة ودرس على نفسه من مبادئ العلوم التي لم تكن تدرس في مدارس ذلك العهد ما كان له به بعض المشاركة لدارسيها ، وأولع بمطالعة الكتب العصرية والمجلات العلمية والأدبية التي كانت تصدر في ذلك الزمن في مصر وبيروت كمجلة المقتطف ومجلة الهلال ومجلة المنار وغيرها ، فكانت له في ذلك قدم صالحة وفتحت له آفاقا جديدة لم يكن للعاملين عهد بها.
نشأته الأدبية :
نما فيه الميل إلى مزاولة الأدب وممارسة الكتابة والتمرن على أساليبها العصرية نابذا الطريقة القديمة العقيمة التي كانت متبعة في جبل عامل ، فلم ينتقص حظه من ثمرة اجتهاده ، وتحرى طريقة الكرام الكاتبين من أبناء عصره ، وراسل بعض الصحف البيروتية خاصة واللبنانية والدمشقية عامة ، وتولى كتابة المقالات الافتتاحية في جريدة المرج التي أصدرها في أوائل الانقلاب العثماني في جديدة مرجعيون صديقه الطبيب أسعد رحال إلى أن حجبتها الحرب العامة.