الملك غازي الأول هذا الوفد برعايته الخاصة ، كما لقي كثيرا من الاحتفاء والتكريم في مدن الفرات الأوسط كربلاء والنجف والكوفة والحلة.
وفي سنة ١٣٥٣ ه. قام برحلة إلى العراق وإيران استغرقت ستة أشهر ، وكان محاطا بعطف العراقيين والإيرانيين ، ووضع مذكرات في هذه الرحلة ، ووصف البلاد التي طوّف فيها وصفا جامعا. ودعي لحفلة تأبين ياسين باشا الهاشمي في بغداد ، وكان من المتكلمين فيها ، ودعي لحفلة تأبين الملك غازي الأول ، وإلى عدة مؤتمرات وحفلات لا مجال لذكرها.
في التجارة والوظائف :
مارس التجارة مع اشتغاله بالعلم والكتابة فلم يفلح ، وندب إلى الوظائف العدلية ، فكان قاضي تحقيق في صيدا في بدء الاحتلال الفرنسي ، ثم اضطر إلى التخلي عن الوظيفة بسبب نزعته الاستقلالية ونصرته القضية العربية ، ثم اعتقل عام ١٩٢٢ م ، وعين بعدها مستشارا في محكمة بداية كسروان ، ثم حاكم صالح في الهرمل والنبطية ، ولكنه ما عتم أن فصل من الوظيفة لأسباب سياسية ، ولكنه لم يكن راغبا في الوظيفة التي حمل عليها مكرها ، فحمد ذلك الإخراج منها لأنه كان سببا لانصرافه إلى ما هو أهم منها ، وإلى ما هو ميسّر له من المطالعة والتأليف.
أعماله :
عمل كثيرا مع رهط صالح من بلاده وخاصة بلدته النبطية ، فكانوا هم أساس النهضة العلمية العاملية الجديدة التي آتت أكلها ، وباعثين روح التجديد فيها. وقد أنفق معظم أوقاته في هذه الناحية ، وفي ناحية الكتابة وفي تأليف كتابه تاريخ الشيعة ، والملحمة الإسلامية الكبرى وغيرها ، وفيما يفيد وطنه مما يبلغه وسعه.