النبيت : منهم ظفر ، وحارثة ، وبنو عبد الأشهل ، وبنو زعورا بن جشم بن الحارث أخي عبد الأشهل بن جشم بن الحارث بن الخزرج بن عمرو بن مالك بن الأوس.
ولم يذكر ابن زبالة بني زعورا في هذه البطون ، بل ولا في بطون الأنصار كلها.
وذكر ابن حزم أن منهم مالك بن التيهان وبني أوس بن عتيك وغيرهم ، وقال في موضع آخر : فولد جشم عبد الأشهل ، بطن ضخم ، وزعورا بطن ، وهم أهل راتج.
ونزل بنو عمرو بن عوف بن مالك بن الأوس قباء ؛ فابتنوا أطما يقال له «الشّنيف» عند دار أبي سفيان بن الحارث بين أحجار المراء وبين مجلس بني الموالي ، كان لبني ضبيعة بن زيد بن مالك بن عوف ، وأطما في دار عبد الله بن أبي أحمد ، كان لكلثوم بن الهدم من بني عبيد بن زيد بن أظلم أخي بني عبيد بن زيد بن مالك ، وأطما يقال له واقم كان بقباء لأحيحة بن الجلاح الجحجبي ثم صار لبني عبد المنذر بن رفاعة في دية جدهم رفاعة بن زر بن زيد بن أمية بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف ، وله يقول كعب بن مالك :
فلا تتهدّد بالوعيد سفاهة |
|
وأوعد شنيفا إن عصيت وواقما |
وكان في رحبة بني زيد بن مالك بن عوف أربعة عشر أطما يقال لها : الصّياصي ، وكان لهم أطم بالمسكبة شرقي مسجد قباء ، وأطم يقال له «المستظل» كان موضعه عند بئر غرس ، كان لأحيحة ثم صار لبني عبد المنذر في دية جدهم رفاعة ، ثم خرجت بنو جحجبا بن كلفة بن عوف بن عمرو بن عوف من قباء حين قتلوا رفاعة بن زر وغنما أخا بني عمرو بن عوف فسكنوا العصبة ، وهي غربي مسجد قباء ، قال سعد بن عمرو الجحجبي لبشر بن السائب : تدري لم سكنا العصبة؟ قال : لا ، قال : لأنا قتلنا قتيلا منكم في الجاهلية ، فقال بشر : والأمانة لوددت أنكم قتلتم منا آخر وأنكم وراء عير ، يعني الجبل الذي غربي العصبة.
وابتنى أحيحة بن الجلاح بالعصبة أطما يقال له «الضحيان» وهو الأطم الأسود الذي بالعصبة ، وكان عرضه قريبا من طوله ، بناه أولا من بثرة بيضاء (١) فسقط ، يعني من حجارة الحرار البيض. وكان يرى من المكان البعيد ، وفيه يقول أحيحة :
وقد أعددت للحدثان حصنا |
|
لو أنّ المرء تنفعه العقول |
طويل الرأس أبيض مشمخرّ |
|
يلوح كأنه سيف صقيل |
وابتنوا هم وبنو مجدعة أطما يقال له «الهجيم» عند المسجد الذي صلّى فيه النبي صلىاللهعليهوسلم وقد تقدم أن بني أنيف كانوا مع اليهود بقباء ، وأنهم حي من بلى ؛ فلذلك لم يذكر ابن
__________________
(١) البثرة (ج) بثور : حجارة صغيرة.