زبالة منازلهم هنا ، وسيأتي في المساجد عن المطري وتبعه المجد أن بني أنيف بطن من الأوس ، وأن منازلهم كانت بين بني عمرو بن عوف وبين العصبة ، ومأخذ المطري في نسبتهم إلى الأوس قول أهل السير في المغازي : شهد من الأوس كذا وكذا رجلا ، ثم يذكرون فيهم بعض بني أنيف ؛ وذلك لأنهم حلفاء الأوس ، لا لأنهم منهم ، نبه عليه ابن إسحاق حيث قال : شهد بدرا من الأوس بضع وستون رجلا ، فذكر من بني جحجبا جماعة ، ثم قال : ومن حلفائهم من بني أنيف أبو عقيل ، ثم نسبه إلى بلى بن عمرو بن الحاف بن قضاعة ، لكن استفدنا من كلام المطري أن منازلهم بين العصبة وقباء ، ويستفاد مما قدمناه عن ابن زبالة أن من منازلهم بئر عذق وما حولها والمال الذي يقال له القائم ، وذلك معروف بقباء.
وخرجت بنو معاوية بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف فسكنوا دارهم التي وراء بقيع الغرقد المعروفة بهم ، ولا يشكل عليه ما سيأتي في دور بني النجار من الخزرج من أن حديلة لقب لمعاوية بن عمرو بن مالك بن النجار للاشتراك في الاسم ، ولكن الشهرة ببني معاوية لهؤلاء ، وأولئك يعرفون ببني حديلة ، وقد اشتبه ذلك على المطري فقال في مسجد بني معاوية ـ وهو مسجد الإجابة ـ ما لفظه : هو مسجد بني معاوية بن عمرو بن مالك بن النجار ، ثم قال في دور بني النجار : إن بني حديلة هم بنو معاوية بن عمرو بن مالك بن النجار ، ودارهم عند بئر حاء ، ثم قال : ودار بني دينار بين دار بني معاوية بن عمرو بن مالك بن النجار أهل مسجد الإجابة ، ودار بني حديلة ، فذكر أولا أنهم هم ، ثم غاير بينهما ، والصواب المغايرة ، وأن بني حديلة من الخزرج ، وبني معاوية من الأوس ، وقد صرح بتغايرهما أهل السير ، ونسبوهما كما ذكرنا ، ومسجد الإجابة لبني معاوية من الأوص ، والذي أوقع المطري في هذا ما سيأتي عن عياض في بني حديلة إن شاء الله تعالى.
ومن بني معاوية هؤلاء حاطب بن قيس ، وفيه كانت حرب حاطب كما ذكره ابن حزم.
وخرجت بنو السميعة ـ وهم بنو لوذان بن عمرو بن عوف ـ فسكنوا عند زقاق ركيح ، وابتنوا أطما يقال له «السعدان» وموضعه في الربع (حائط هناك) ذكره ابن زبالة ، ولعل الربع هو الحديقة المعروفة اليوم بالربعي ، وكان بنو السميعة يدعون في الجاهلية بنو الصماء ، فسماهم النبي صلىاللهعليهوسلم بني السميعة.
ونزل بنو واقف والسلم ابنا امرئ القيس بن مالك بن الأوس عند مسجد الفضيخ ، فكانا هنالك وولدهما.