وابتنى بنو واقف أطما يقال له «الزيدان» وله يقول قيس بن رفاعة :
وكيف أرجو لذيذ العيش بعدهم |
|
وبعد من قد مضى من أهل زيدان |
كان لهم عامة موضعه في قبلة مسجد الفضيخ ، وأطما كان موضعه عند بئر عائشة الواقفي ، وغير ذلك ، ثم كان بين السّلم وواقف كلام ، فلطم واقف وهو الأكبر عين السلم ـ وكان شرسا ـ فحلف لا يساكنه ، فنزل السلم على بني عمرو بن عوف ، فلم يزل ولده فيهم ، (ومن بقيتهم سعد بن خيثمة بن الحارث) ثم انقرضوا سنة تسع وتسعين ومائة.
وكان لبني السلم حصن شرقي مسجد قباء ، ذكره ابن زبالة ، وقد ذكر ابن حزم انقراض جميع بني السلم ، قال : وكان قد بلغ عددهم في الجاهلية ألف مقاتل.
قلت : وفي قبلة مسجد الفضيخ عند الحديقة المعروفة بالأشرفية والسابور آثار آطام وقرية وحصن عظيم ، فهي منازل بني واقف.
ونزل بنو وائل بن زيد بن قيس بن عامر بن مرة بن مالك بن الأوس في دارهم المعروفة بهم ، وابتنوا أطما يقال له : «الموجا» كان موضعه في مسجد بني وائل.
ونزل بنو أمية بن زيد بن قيس بن عامر بن مرة بن مالك بن الأوس في دارهم المعروفة بهم التي بها الكبا يمر فيها سيل مذينيب بين بيوتهم ثم يلتقي هو وسيل بني قريظة بفضاء بني خطمة ، ويؤخذ مما ذكره ابن زبالة في منازل بني النضير بالنواعم قربه منزل بني أمية بن زيد منهم.
وفي صحيح البخاري عن عمر رضياللهعنه قال : كنت أنا وجار لي من الأنصار في بني أمية بن زيد ، وهي من عوالي المدينة ، نتناوب النزول على رسول الله صلىاللهعليهوسلم.
قال ابن زبالة : وابتنوا أطما يقال له : «أطم العذق» كان عند الكبا المواجهة مسجد بني أمية ، وأطما كان في دار آل رويفع التي في شرقي مسجد بني أمية.
ونزل بنو عطية بن زيد بن قيس بن عامر بن مرة بن مالك بن الأوس بصفنة فوق بني الحبلى ، وصفنة ـ كجفنة ـ بإهمال أوله سميت بذلك لارتفاعها عن السيول فلم تشرب بشيء منها ، وابتنوا فيها أطما اسمه «شاس» كان لشاس بن قيس أخي بني عطية بن زيد ، وهو الذي على يسارك في رحبة مسجد قباء مستقبل القبلة ، ووائل وأمية وعطية بنو زيد هم الجعادرة ، سموا به لأنهم كانوا إذا أجاروا جارا قالوا له : جعدر حيث شئت أي : اذهب حيث شئت ، فلا بأس عليك ، فقال الرمق بن زيد :
وإن لنا بين الجواري وليدة |
|
مقابلة بين الجعادر والكسر |
متى تدع في الزيدين زيد بن مالك |
|
وزيد بن قيس تأتها عزة النصر |