قالوا : والكسر أمية وعبيد وضبيعة بنو زيد بن مالك بن عوف ، كان يقال لهم كسر الذهب وذلك أراد الرمق بقوله «والكسر» كذا قاله ابن زبالة ، ونقل رزين أن الجعادرة الأوس كلهم فإنه قال فيما نقل عن الشرقي : فولد الأوس مالكا ومن مالك قبائل الأوس كلها ، فولد لمالك عمرو وعوف ومرة ، ويقال لهم : أوس الله ، وهم الجعادرة ، سموا بذلك لقصر فيهم ، اه.
قلت : وسيأتي عن ابن إسحاق في آخر الفصل السابع ما يقتضي أن أوس الله هم بنو أمية بن زيد ووائل وواقف وخطمة ، والله أعلم.
ونزل بنو خطمة ـ وخطمة هو عبد الله بن جشم بن مالك بن الأوس ـ دارهم المعروفة بهم ، وابتنوا بها الآطام ، وغرسوا النخيل ، فابتنوا بها أطما يقال له «صع ذرع» ليس فيه بيوت ، جعلوه كالحصن الذي يتحصنون فيه للقتال ، وكان لخطمة كلها ، وكان موضعه عند مهراس بني خطمة ، وإنما سمي «صع ذرع» لأنه كان عند بئر بني خطمة التي يقال لها ذرع ، وابتنى أمية بن عامر بن خطمة أطما كان موضعه في مال الماجشون الذي يلي صدقة أبان بن أبي حدير.
قلت : والظاهر أنه المسمى اليوم «بالمجشونية» فإن اسمه الأصلي «الماجشونية» على ما تقدم في تربة صعيب.
وقال المطري : منازل بني خطمة لا يعرف مكانها اليوم ، إلا أن الأظهر أنهم كانوا بالعوالي شرقي مسجد الشمس ؛ لأن تلك النواحي كلها ديار الأوس ، وما سفل من ذلك إلى المدينة ديار الخزرج ، اه.
وفي قوله : «وما سفل إلخ» نظر ، والذي يظهر أن أول منازل الخزرج في هذه الجهة منازل بني الحارث كما سيأتي ، وفوقها بنو خطمة ، وسيأتي في وادي بطحان ووادي مهزور ما يؤيد ذلك.
وكان بنو خطمة متفرقين في آطامهم ، لم يكن في قصبة دارهم منهم أحد ، فلما جاء الإسلام اتخذوا مسجدهم ، وابتنى رجل منهم عند المسجد بيتا سكنه ، فكانوا يسألون عنه كل غداة مخافة أن يكون السبع عدا عليه ، ثم كثروا في الدار حتى كان يقال لهم غزة ، تشبيها بغزة الشام من كثرة أهلها.
وقد انتهى الكلام في منازل الأوس وهذه منازل الخزرج.
قال ابن زبالة : ونزل بنو الحارث بن الخزرج الأكبر بن حارثة وهم بلحارث دارهم المعروفة بهم بالعوالي : أي : شرقي وادي بطحان وتربة صعيب ، يعرف اليوم بالحارث بإسقاط بني ، وابتنوا أطما كان لبني امرئ القيس بن مالك وخرج جشم وزيد ابنا الحارث بن