اللواء إلى الجدار الذي يقال له بيوت بني بياضة ، والجدار الذي بناه زياد بن عبيد الله لبركة السوق وسط السرارة ، قاله ابن زبالة ، وهو يقتضي أن السرارة قرب سوق المدينة ، ويؤيده ذكر الحماضة في منازل بني ساعدة ، لكن الظاهر أن المراد ببركة السوق هنا بركة كانت مما يلي سيل بطحان ورانونا ؛ لأن ابن شبة قال في سيل رانونا : إنه يقترن بذي صلب ، يعني موضع مسجد الجمعة ، ثم يستبطن السرارة حتى يمر على قعر البركة ، ثم يفترق فرقتين ، إلى آخر ما سيأتي عنه.
ونقل رزين أن السرارة بين بني بياضة والحماضة. ثم ذكر ابن زبالة بقية آطامهم ، وذكر ما يقتضي أن ما حول السرارة هو أقصى بيوت بني بياضة. ثم قال : وابتنى بنو حبيب بن عبد حارثة بن مالك بن غضب بن جشم بن الخزرج الأطم الذي في أدنى بيوت بني بياضة الذي دونه الجسر الذي عند ذي ريش. ثم قال : فلبث بنو غضب بن جشم بن الخزرج ـ أي الفرق المذكورين كلهم ـ في دار بني بياضة ، وأمرهم جميع ، ثم إن زريق بن عامر هلك فأوصى ببنيه إلى عمه حبيب بن عبد حارثة ، فكان حبيب يكلفهم النّضح بأيديهم ، فلما اشتد عليهم عدوا عليه فقتلوه ، فحالف بنو حبيب بني بياضة على نصرهم على بني زريق ، فخافت بنو زريق أن يكثروهم. وكانت بنو بياضة حينئذ أثرى من بني زريق ، فخرجوا من دار بني بياضة حتى حلوا دارهم المعروفة بهم قبليّ المصلى وسور المدينة الموجود اليوم وداخله بالموضع المعروف بذروان وما والاه ، وابتنوا آطاما منها أطم في زاوية دار كبير بن الصلت بالمصلى ، وأطما يقال له «الريان» عند سقيفة آل سراقة التي يقال لها «سقيفة الريان» وأقام بنو عمرو بن عامر بن زريق مع بني بياضة ، ولهم الأطم الذي في شامي أرض فراس بن ميسرة في أدنى بيوت بني بياضة مما يلي السبخة ، فلبثوا هناك حتى انتقل رافع بن مالك هو وولده قبيل الإسلام فسكنوا طرف السبخة ما بين الأساس إلى طرف السبخة إلى الدار التي فيها يسكن إسحاق بن عبيد بن رفاعة ، وكان يقال لرافع بن مالك «الكامل» لأن أهل الجاهلية كانوا يقولون لمن كان كاتبا شاعرا «الكامل» وانتقل سائر بني عمرو بن عامر بعد ذلك ، فاشتروا من بني عوف بن زريق بعض دورهم وحقوقهم ، وخرجت بنو عوف بن زريق قبيل الإسلام إلى الشام ؛ فيزعمون أن هنالك ناسا منهم ، ولبث بنو بياضة وبنو حبيب زمانا لا يقاتلون بني زريق ، والرسل تجري بينهم ، وبنو زريق يدعونهم إلى الصلح والدية ، وعرضوا على بني حبيب أن يقطعوا لهم طائفة من ديارهم ، فقبلوا ذلك ، ووضعوا الحرب ، وسمي الزقاق الذي دفعوه لهم «زقاق الدية» وانتقل بنو مالك بن زيد بن حبيب بن عبد حارثة من بني بياضة ، ونزلوا الناحية التي ودت بنو زريق ، وابتنوا أطما كان لبني المعلى بن لوذان ، وتخلف بنو الصمة بن حارثة بن