مالك بن التيهان الأوسي ، ثم من بني جشم أخي عبد الأشهل بن جشم ، وعويم بن ساعدة الأوسي ، ثم من بني أمية بن زيد ، ويقال : كان فيهم عبادة بن الصامت الخزرجي ثم من بني غنم أخي سالم بن عوف ، وذكوان الزرقي ، فيكونون ثمانية ، ومنهم من عدهم سبعة فأسقط جابر بن عبد الله أو عبد الله بن زيد ، وقيل : إنما أسلم في العام الأول اثنان فقط ، هما أسعد بن زرارة وذكوان.
قال ابن إسحاق في ذكر العقبة ـ يعني : الثانية لما قدمه ، وبعضهم يسميها الأولى ـ : فلما كان الموسم ـ يعني : من العام المقبل ـ وافاه منهم اثنا عشر رجلا ، فذكر الستة الذين قدمهم غير جابر بن عبد الله ، وزاد : ذكوان الزرقي ، وعبادة بن الصامت ، ويزيد بن ثعلبة ، والعباس بن عبادة بن نضلة الغنمي السالمي الخزرجي ، ومعاذ بن عفراء ، وأبو الهيثم بن التيهان ، وعويم بن ساعدة ، قال : فبايعهم رسول الله صلىاللهعليهوسلم عند العقبة على بيعة النساء : أي على وفق بيعة النساء التي نزلت بعد الفتح ، (عَلى أَنْ لا يُشْرِكْنَ بِاللهِ شَيْئاً) [الممتحنة : ١٢] إلى آخر الآية ، ولم يكن أمر بالقتال بعد ، بل كان جميع ذلك قبل نزول الفرائض ما عدا التوحيد والصلاة ، وأرسل رسول الله صلىاللهعليهوسلم معهم مصعب بن عمير ليفقههم في الدين ويعلمهم الإسلام ، فكان يصلي بهم ، وقيل : بعثه إليهم بعد ذلك بطلبهم ليعلمهم ويقرئهم القرآن ، فكان يسمى «المقرئ» وهو أول من سمي به ، فنزل على أسعد بن زرارة ، وقيل : بعث إليهم مصعب بن عمير وابن أم مكتوم ؛ فكان مصعب بن عمير يؤمهم ، وذلك أن الأوس والخزرج كره بعضهم أن يؤمه بعض ، فجمّع بهم أول جمعة في الإسلام ، وفي الدارقطني عن ابن عباس أن النبي صلىاللهعليهوسلم كتب إلى مصعب بن عمير أن يجمّع بهم فجمّع بهم وكانوا اثني عشر.
قال الزهري : وعند ابن إسحاق أول من جمّع بهم أبو أمامة أسعد بن زرارة ، وفي أبي داود من طريق عبد الرحمن بن كعب بن مالك قال : كان أبي إذا سمع الأذان للجمعة استغفر لأسعد بن زرارة ، فسألته ، فقال : كان أول من جمّع بنا في هزم النبيت من حرة بني بياضة في نقيع يقال له نقيع الخضمات. قلت : كم أنتم يومئذ؟ قال : أربعون. قال البيهقي : ولا يخالف هذا ما روي عن الزهري من تجميع مصعب بن عمير بهم وأنهم كانوا اثني عشر ؛ إذ مراد الزهري أنه أقام الجمعة بمعونة النفر الاثنى عشر الذين بايعوا في العقبة وبعثه صلىاللهعليهوسلم في صحبتهم أو على أثرهم حين كثر المسلمون ، ومنهم أسعد بن زرارة ، فالزهري أضاف التجمع إلى مصعب لكونه الإمام ، وكعب أضافه إلى أسعد لنزول مصعب أولا عليه ونصره له وخروجه به إلى دور الأنصار يدعوهم إلى الإسلام ، وأراد الزهري بالاثني عشر عدد الذين خرجوا به ، وكانوا له ظهرا ، ومراد كعب جميع من صلّى معه ، هذا وقول كعب متصل ، وقول الزهري منقطع ، اه.